مراجع سربرنيتسية لأشد المكتبات حزنا
عمان جو - عباس عواد موسى
(( قدم الهولنديان جان وليام هونيغ و نوربرت بوث كتابهما في جامعة شفيلد البريطانية وفيه رويا وقائع حرب الإبادة الجماعية التي تمت في سربرنيتسا , واستندا إلى شاهد العيان حسن نهانوفيتش في تأريخهما للمذبحة . وقد نقل الكتاب للبوسنية حارس ميشينوفيتش سنة 1997 )).
ربع قرن مضى ولا يزال البحث يجري عن عظام لمفقودين والمجزرة أرختها شهادات الناجين التي تضمنتها كتب وروايات وأشعار وقد قرأناها في قصائد زبيجنيف هربرت .
ويرى الباحث البوشناقي ميرزيت حمزيتش أن كتاب ميخائيل سيلس المعنون ب ' الجسر المتوازن , الدين والإبادة الجماعية في البوسنة ' هو الأعمق في هذا الشأن . والمؤلف بروفيسور في كلية هافر فورد في جامعة بنسلفانيا وقدمت له مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية سابقاً , وأهمية الكتاب أنه اعتمد على البحث من خلال المجتمع البوسني ليحصل على شهادات حية عن المجزرة ما أمكن . فالكتاب تطرق إلى عشرات الآلاف من المفقودين وقد تناول جهود البحث عنهم والقبض على المجرمين وسير العدالة .
كما وساهم روبرت دنيا المؤرخ في جامعة ميتشيغان في فهم الإبادة الجماعية التي لحقت بالبوشناق من خلال كتابه ' رادوفان كارادجيتش : أسباب وأصول وتنفيذ الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك ' . وفي كتابه نجده اجتهد وهو يصور المجرم رادوفان وقد تحول من إنسان عادي إلى شرير .
وكما أن فلورنس هارتمان التي قضت إثنتي عشرة سنة تعمل مراسلة لصحيفة الليموند الفرنسية في يوغوسلافيا السابقة ساهمت في تأريخ وإعلام عما حدث من إبادة جماعية .
أما فيما يتعلق بالأدب فلدينا الكثير من صنوفه المتعددة التي أرخت لهذه المجزرة من شعر وقصة ورواية ومسرح ومقالات وخواطر وما إلى ذلك.
وللآن برز أمير سولياغيتش في عدة روايات منها : نظرات من القبور التي جعلت منها سلمى دزدار مسرحية وثائقية بثتها الإذاعة البوسنية . وجاءت روايته العصامي لتكمل روايته السابقة . وفي كتابه إم سي إم إكس سي في نجده يقدم بإيجاز عن المجزرة في سياق سرده للحرب الأهلية 1992 – 1995 , وفي كتابه نجده هنا يتطرق إلى يوغوسلافيا السابقة والبلقان ليربط الحدث بشمولية أكبر وبتحليل مفصل .
ويشكل كتاب حسن نهانوفيتش الذي كان يعمل مترجماً لدى قوة الحماية الدولية حتى سقوط سربرنيتسا والذي أصدره عام 2005 بعنوان ' ألأمم المتحدة وحرب الإبادة في سربرنيتسا ' مرجعاً هاماً في التاريخ والإعلام لما جرى من أحداث وجرائم . وفي سنة 2012 أصدر كتابه الوثائقي ' الهروب ' والذي وثق فيه قصة عائلته ونزوحها من فلاسينيتسا إلى ستوبورانا فجيبا وصولاً إلى سربرنيتسا في العام 1992 / 1993 هذا الكتاب الذي قالت عنه الناقدة المقدونية ألما لازاريفسكا إنه رواية خرجت من رحم سربرنيتسا التي كانت مخيماً في صنف أدبي جديد .
ونجد قادر حبيبوفيتش قد أبدع في روايته النفسية ' الحياة ضد الموت ' فقد أصيب إصابة بالغة سنة 1995 في سربرنيتسا , فجاءت روايته الرائعة لتصور وضع الناجين والمصابين النفسي وقتئذ .
وفي كتابيه نجد محمداليا بيكتيتش الذي عاش طيلة حرب البوسنة والهرسك في سربرنيتسا قد روى حكايات الوقائع منذ اندلاع الحرب وحتى وقوع مذبحة سربرنيتسا يوم الحادي عشر من تموز سنة 1995 والتي أعلن يومها عن ذبح 8372 شخصاً من الأبرياء . والكتابان هما : رجل من الجحيم و حلمي بجدي .
وخلال الحدث وصلت قصائد نهاد نينو تشاتشيتش بواسطة الصليب الأحمر إلى محيط سربرنيتسا لتعلم العالم عما جرى في سربرنيتسا .
منازل في نهاية العالم
حقول الموت في البيئة
الحرائق , الدم والثلج على الطرقات
الطيور المحطمة في الغابات
والمنازل في نهاية العالم
رائحة البارود في الفم
روائح التعفن في فتحتي الأنف
طلقات المدافع في الليالي
والوطن في قبضة الأقوياء
صوتك في أذنيك
يلامس كوابيسك
حياتي في ذهني
والوطن في أطراف الدموع
ألشتاء الجاف أمام الأبواب
خالية هي المقاعد في المطابخ
منصات الصواريخ على الحدود
والوطن في قلوب المحاربين
وجاءت قصيدة نهاد هذه ضمن مجموعة شعرية له أصدرها أستاذ الأدب السربرنيتسي مرساد مصطفيتش بعد رحيل الشاعر المبكر بعنوان ' أناس بلا أمل ' .
وفي خواطره نشر الصحفي السربرنيتسي فكرت هوجيتش مدير قناة الحياة عما جرى في سربرنيتسا وقد غادر مع أمه وشقيقه الرضيع المدينة ليتركوا والدهم إبراهيم وليفجوا بقتله .
كانت دجيفي آفديتش في التاسعة من عمرها يوم وقوع المذبحة المروعة , فنشرت كتابها ' إبتسامتي هي ثأري ' وفيه جسدت حالة المجتمع في فترة ما بعد الحرب .
ولوالدها سابيت ولجميع ضحايا سربرنيتسا أهدت سابينة هودجيتش – محمدوفيتش كتابها ' سربرنيتي البطلة ' .
وفي سنة 2005 أصدر ياسمين يوسف يوسفوفيتش كتابه ' جاكيت أحمر وغطاء ' وفيه استذكر والده الضحية وأرخ للمجزرة التي أفقدته الكثير من أقاربه .
كتاب ' عندما تكون بمفردك ' لأمير بكتيتش يروي قصته عندما فر مع والده عبر الغابات إلى مدينة توزلة فيما والدته وشقيقته ذهبتا لقوات الحماية الدولية التي تواطأت مع المجرمين فكانا ضحيتين .
وقال الدكتور أديب جوزيتش عن رواية ميرساد مصطفيتش ' منديل مدمى , فراق في بوتوتشاري و سررنيتسا بعيدة يا بني ' إنها تشمل جميع المدارس الأدبية ففيها تاريخ وسياسة وثقافة وقانون وإعلام وفيها مونولوج داخلي وآخر خارجي وفيها الخيال والواقع , حرب الطمأنينة والتوتر .
والآن سأدعكم تقرؤون قصيدة جمال الدين لاتيتش :
أمي , أمي , لا زلت أحام بك
أختي , أخي لا زلت أحلم بكما كل ليلة
أفتقدكم , أفتقدكم , أفتقدكم
أبحث عنكم , أبحث عنكم ’ أبحث عنكم
عندما أستيقظ أراكم
أمي , أبي , أينكما
بوسنتي , أنت أمي
بوسنتي , أمي تتصل بك
أمي بوسنة
أختي سربرنيتسا
أرفض البقاء وحيدا .
وتانكم ما قاله الشاعر البوسني الكبير عبدالله سيدران :
دعوها
بإذن الله
تعود وتهدأ
الجميع
من الأزمان الغابرة
روح سربرنيتسية
وأرواحنا
الحزينة والميتة
مع أرواح الأحياء
كلنا موتى .
ولا ننسى رواية حكاية سربرنيتسا لإسلام تانجيتش التي قدم لطبعتها الماليزية رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد والتي نقلتها لغات عديدة.
ولنتذكر ما كتبه الأديب الكرواتي الشهير إفيتسا جيكيتش : ( سربرنيتسا أهم قضايا عصرنا . وهي مركز الإرهاب العالمي في صيف 1995 . كيف يمكن للإنسان أن يستمر في قتل أبرياء لمدة ثلاثة أو أربعة أيام من ساعة إلى ساعة ؟ ) .
وفي إيطاليا صدرت رواية ' كيفما أنا أكون ' للأديب الإيطالي ماركو ماجيني , وفيها لمسات اعتذار عما حدث دون درايته فقد كان في العاشرة من عمره . وقد كتب روايته التي فازت بجائزة الكاتب والصحفي الإيطالي سالفين .
وألف فرانك ويسترمان كتابه عما شاهده في سربرنيتسا بعنوان ' ألسيناريو الأكثر اسودادا ' وفيه دون أهوال الحرب ووحشية الإبادة الجماعية في سربرنيتسا .
الألماني من أصل كرواتي نيكول ليوبيتش كتب رواية ' بوناسا حزينة ' وسجل فيها مواقف الزعماء والقادة الذين لم ينخرطوا مباشرة في الحرب وشهاداتهم ومشاعرهم .
وفي كتابها ' العقارب – تصميم الجريمة ' استندت ياسمينة تيشانوفيتش إلى محاكمة من اقترفوا جرائمهم في ترنوفا وقضائها .
وفي الفن نجد لوحة ميرساد بيربر ومسرحيات صفوت زيس .
مراجع سربرنيتسية لأشد المكتبات حزنا
عمان جو - عباس عواد موسى
(( قدم الهولنديان جان وليام هونيغ و نوربرت بوث كتابهما في جامعة شفيلد البريطانية وفيه رويا وقائع حرب الإبادة الجماعية التي تمت في سربرنيتسا , واستندا إلى شاهد العيان حسن نهانوفيتش في تأريخهما للمذبحة . وقد نقل الكتاب للبوسنية حارس ميشينوفيتش سنة 1997 )).
ربع قرن مضى ولا يزال البحث يجري عن عظام لمفقودين والمجزرة أرختها شهادات الناجين التي تضمنتها كتب وروايات وأشعار وقد قرأناها في قصائد زبيجنيف هربرت .
ويرى الباحث البوشناقي ميرزيت حمزيتش أن كتاب ميخائيل سيلس المعنون ب ' الجسر المتوازن , الدين والإبادة الجماعية في البوسنة ' هو الأعمق في هذا الشأن . والمؤلف بروفيسور في كلية هافر فورد في جامعة بنسلفانيا وقدمت له مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية سابقاً , وأهمية الكتاب أنه اعتمد على البحث من خلال المجتمع البوسني ليحصل على شهادات حية عن المجزرة ما أمكن . فالكتاب تطرق إلى عشرات الآلاف من المفقودين وقد تناول جهود البحث عنهم والقبض على المجرمين وسير العدالة .
كما وساهم روبرت دنيا المؤرخ في جامعة ميتشيغان في فهم الإبادة الجماعية التي لحقت بالبوشناق من خلال كتابه ' رادوفان كارادجيتش : أسباب وأصول وتنفيذ الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك ' . وفي كتابه نجده اجتهد وهو يصور المجرم رادوفان وقد تحول من إنسان عادي إلى شرير .
وكما أن فلورنس هارتمان التي قضت إثنتي عشرة سنة تعمل مراسلة لصحيفة الليموند الفرنسية في يوغوسلافيا السابقة ساهمت في تأريخ وإعلام عما حدث من إبادة جماعية .
أما فيما يتعلق بالأدب فلدينا الكثير من صنوفه المتعددة التي أرخت لهذه المجزرة من شعر وقصة ورواية ومسرح ومقالات وخواطر وما إلى ذلك.
وللآن برز أمير سولياغيتش في عدة روايات منها : نظرات من القبور التي جعلت منها سلمى دزدار مسرحية وثائقية بثتها الإذاعة البوسنية . وجاءت روايته العصامي لتكمل روايته السابقة . وفي كتابه إم سي إم إكس سي في نجده يقدم بإيجاز عن المجزرة في سياق سرده للحرب الأهلية 1992 – 1995 , وفي كتابه نجده هنا يتطرق إلى يوغوسلافيا السابقة والبلقان ليربط الحدث بشمولية أكبر وبتحليل مفصل .
ويشكل كتاب حسن نهانوفيتش الذي كان يعمل مترجماً لدى قوة الحماية الدولية حتى سقوط سربرنيتسا والذي أصدره عام 2005 بعنوان ' ألأمم المتحدة وحرب الإبادة في سربرنيتسا ' مرجعاً هاماً في التاريخ والإعلام لما جرى من أحداث وجرائم . وفي سنة 2012 أصدر كتابه الوثائقي ' الهروب ' والذي وثق فيه قصة عائلته ونزوحها من فلاسينيتسا إلى ستوبورانا فجيبا وصولاً إلى سربرنيتسا في العام 1992 / 1993 هذا الكتاب الذي قالت عنه الناقدة المقدونية ألما لازاريفسكا إنه رواية خرجت من رحم سربرنيتسا التي كانت مخيماً في صنف أدبي جديد .
ونجد قادر حبيبوفيتش قد أبدع في روايته النفسية ' الحياة ضد الموت ' فقد أصيب إصابة بالغة سنة 1995 في سربرنيتسا , فجاءت روايته الرائعة لتصور وضع الناجين والمصابين النفسي وقتئذ .
وفي كتابيه نجد محمداليا بيكتيتش الذي عاش طيلة حرب البوسنة والهرسك في سربرنيتسا قد روى حكايات الوقائع منذ اندلاع الحرب وحتى وقوع مذبحة سربرنيتسا يوم الحادي عشر من تموز سنة 1995 والتي أعلن يومها عن ذبح 8372 شخصاً من الأبرياء . والكتابان هما : رجل من الجحيم و حلمي بجدي .
وخلال الحدث وصلت قصائد نهاد نينو تشاتشيتش بواسطة الصليب الأحمر إلى محيط سربرنيتسا لتعلم العالم عما جرى في سربرنيتسا .
منازل في نهاية العالم
حقول الموت في البيئة
الحرائق , الدم والثلج على الطرقات
الطيور المحطمة في الغابات
والمنازل في نهاية العالم
رائحة البارود في الفم
روائح التعفن في فتحتي الأنف
طلقات المدافع في الليالي
والوطن في قبضة الأقوياء
صوتك في أذنيك
يلامس كوابيسك
حياتي في ذهني
والوطن في أطراف الدموع
ألشتاء الجاف أمام الأبواب
خالية هي المقاعد في المطابخ
منصات الصواريخ على الحدود
والوطن في قلوب المحاربين
وجاءت قصيدة نهاد هذه ضمن مجموعة شعرية له أصدرها أستاذ الأدب السربرنيتسي مرساد مصطفيتش بعد رحيل الشاعر المبكر بعنوان ' أناس بلا أمل ' .
وفي خواطره نشر الصحفي السربرنيتسي فكرت هوجيتش مدير قناة الحياة عما جرى في سربرنيتسا وقد غادر مع أمه وشقيقه الرضيع المدينة ليتركوا والدهم إبراهيم وليفجوا بقتله .
كانت دجيفي آفديتش في التاسعة من عمرها يوم وقوع المذبحة المروعة , فنشرت كتابها ' إبتسامتي هي ثأري ' وفيه جسدت حالة المجتمع في فترة ما بعد الحرب .
ولوالدها سابيت ولجميع ضحايا سربرنيتسا أهدت سابينة هودجيتش – محمدوفيتش كتابها ' سربرنيتي البطلة ' .
وفي سنة 2005 أصدر ياسمين يوسف يوسفوفيتش كتابه ' جاكيت أحمر وغطاء ' وفيه استذكر والده الضحية وأرخ للمجزرة التي أفقدته الكثير من أقاربه .
كتاب ' عندما تكون بمفردك ' لأمير بكتيتش يروي قصته عندما فر مع والده عبر الغابات إلى مدينة توزلة فيما والدته وشقيقته ذهبتا لقوات الحماية الدولية التي تواطأت مع المجرمين فكانا ضحيتين .
وقال الدكتور أديب جوزيتش عن رواية ميرساد مصطفيتش ' منديل مدمى , فراق في بوتوتشاري و سررنيتسا بعيدة يا بني ' إنها تشمل جميع المدارس الأدبية ففيها تاريخ وسياسة وثقافة وقانون وإعلام وفيها مونولوج داخلي وآخر خارجي وفيها الخيال والواقع , حرب الطمأنينة والتوتر .
والآن سأدعكم تقرؤون قصيدة جمال الدين لاتيتش :
أمي , أمي , لا زلت أحام بك
أختي , أخي لا زلت أحلم بكما كل ليلة
أفتقدكم , أفتقدكم , أفتقدكم
أبحث عنكم , أبحث عنكم ’ أبحث عنكم
عندما أستيقظ أراكم
أمي , أبي , أينكما
بوسنتي , أنت أمي
بوسنتي , أمي تتصل بك
أمي بوسنة
أختي سربرنيتسا
أرفض البقاء وحيدا .
وتانكم ما قاله الشاعر البوسني الكبير عبدالله سيدران :
دعوها
بإذن الله
تعود وتهدأ
الجميع
من الأزمان الغابرة
روح سربرنيتسية
وأرواحنا
الحزينة والميتة
مع أرواح الأحياء
كلنا موتى .
ولا ننسى رواية حكاية سربرنيتسا لإسلام تانجيتش التي قدم لطبعتها الماليزية رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد والتي نقلتها لغات عديدة.
ولنتذكر ما كتبه الأديب الكرواتي الشهير إفيتسا جيكيتش : ( سربرنيتسا أهم قضايا عصرنا . وهي مركز الإرهاب العالمي في صيف 1995 . كيف يمكن للإنسان أن يستمر في قتل أبرياء لمدة ثلاثة أو أربعة أيام من ساعة إلى ساعة ؟ ) .
وفي إيطاليا صدرت رواية ' كيفما أنا أكون ' للأديب الإيطالي ماركو ماجيني , وفيها لمسات اعتذار عما حدث دون درايته فقد كان في العاشرة من عمره . وقد كتب روايته التي فازت بجائزة الكاتب والصحفي الإيطالي سالفين .
وألف فرانك ويسترمان كتابه عما شاهده في سربرنيتسا بعنوان ' ألسيناريو الأكثر اسودادا ' وفيه دون أهوال الحرب ووحشية الإبادة الجماعية في سربرنيتسا .
الألماني من أصل كرواتي نيكول ليوبيتش كتب رواية ' بوناسا حزينة ' وسجل فيها مواقف الزعماء والقادة الذين لم ينخرطوا مباشرة في الحرب وشهاداتهم ومشاعرهم .
وفي كتابها ' العقارب – تصميم الجريمة ' استندت ياسمينة تيشانوفيتش إلى محاكمة من اقترفوا جرائمهم في ترنوفا وقضائها .
وفي الفن نجد لوحة ميرساد بيربر ومسرحيات صفوت زيس .
مراجع سربرنيتسية لأشد المكتبات حزنا
عمان جو - عباس عواد موسى
(( قدم الهولنديان جان وليام هونيغ و نوربرت بوث كتابهما في جامعة شفيلد البريطانية وفيه رويا وقائع حرب الإبادة الجماعية التي تمت في سربرنيتسا , واستندا إلى شاهد العيان حسن نهانوفيتش في تأريخهما للمذبحة . وقد نقل الكتاب للبوسنية حارس ميشينوفيتش سنة 1997 )).
ربع قرن مضى ولا يزال البحث يجري عن عظام لمفقودين والمجزرة أرختها شهادات الناجين التي تضمنتها كتب وروايات وأشعار وقد قرأناها في قصائد زبيجنيف هربرت .
ويرى الباحث البوشناقي ميرزيت حمزيتش أن كتاب ميخائيل سيلس المعنون ب ' الجسر المتوازن , الدين والإبادة الجماعية في البوسنة ' هو الأعمق في هذا الشأن . والمؤلف بروفيسور في كلية هافر فورد في جامعة بنسلفانيا وقدمت له مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية سابقاً , وأهمية الكتاب أنه اعتمد على البحث من خلال المجتمع البوسني ليحصل على شهادات حية عن المجزرة ما أمكن . فالكتاب تطرق إلى عشرات الآلاف من المفقودين وقد تناول جهود البحث عنهم والقبض على المجرمين وسير العدالة .
كما وساهم روبرت دنيا المؤرخ في جامعة ميتشيغان في فهم الإبادة الجماعية التي لحقت بالبوشناق من خلال كتابه ' رادوفان كارادجيتش : أسباب وأصول وتنفيذ الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك ' . وفي كتابه نجده اجتهد وهو يصور المجرم رادوفان وقد تحول من إنسان عادي إلى شرير .
وكما أن فلورنس هارتمان التي قضت إثنتي عشرة سنة تعمل مراسلة لصحيفة الليموند الفرنسية في يوغوسلافيا السابقة ساهمت في تأريخ وإعلام عما حدث من إبادة جماعية .
أما فيما يتعلق بالأدب فلدينا الكثير من صنوفه المتعددة التي أرخت لهذه المجزرة من شعر وقصة ورواية ومسرح ومقالات وخواطر وما إلى ذلك.
وللآن برز أمير سولياغيتش في عدة روايات منها : نظرات من القبور التي جعلت منها سلمى دزدار مسرحية وثائقية بثتها الإذاعة البوسنية . وجاءت روايته العصامي لتكمل روايته السابقة . وفي كتابه إم سي إم إكس سي في نجده يقدم بإيجاز عن المجزرة في سياق سرده للحرب الأهلية 1992 – 1995 , وفي كتابه نجده هنا يتطرق إلى يوغوسلافيا السابقة والبلقان ليربط الحدث بشمولية أكبر وبتحليل مفصل .
ويشكل كتاب حسن نهانوفيتش الذي كان يعمل مترجماً لدى قوة الحماية الدولية حتى سقوط سربرنيتسا والذي أصدره عام 2005 بعنوان ' ألأمم المتحدة وحرب الإبادة في سربرنيتسا ' مرجعاً هاماً في التاريخ والإعلام لما جرى من أحداث وجرائم . وفي سنة 2012 أصدر كتابه الوثائقي ' الهروب ' والذي وثق فيه قصة عائلته ونزوحها من فلاسينيتسا إلى ستوبورانا فجيبا وصولاً إلى سربرنيتسا في العام 1992 / 1993 هذا الكتاب الذي قالت عنه الناقدة المقدونية ألما لازاريفسكا إنه رواية خرجت من رحم سربرنيتسا التي كانت مخيماً في صنف أدبي جديد .
ونجد قادر حبيبوفيتش قد أبدع في روايته النفسية ' الحياة ضد الموت ' فقد أصيب إصابة بالغة سنة 1995 في سربرنيتسا , فجاءت روايته الرائعة لتصور وضع الناجين والمصابين النفسي وقتئذ .
وفي كتابيه نجد محمداليا بيكتيتش الذي عاش طيلة حرب البوسنة والهرسك في سربرنيتسا قد روى حكايات الوقائع منذ اندلاع الحرب وحتى وقوع مذبحة سربرنيتسا يوم الحادي عشر من تموز سنة 1995 والتي أعلن يومها عن ذبح 8372 شخصاً من الأبرياء . والكتابان هما : رجل من الجحيم و حلمي بجدي .
وخلال الحدث وصلت قصائد نهاد نينو تشاتشيتش بواسطة الصليب الأحمر إلى محيط سربرنيتسا لتعلم العالم عما جرى في سربرنيتسا .
منازل في نهاية العالم
حقول الموت في البيئة
الحرائق , الدم والثلج على الطرقات
الطيور المحطمة في الغابات
والمنازل في نهاية العالم
رائحة البارود في الفم
روائح التعفن في فتحتي الأنف
طلقات المدافع في الليالي
والوطن في قبضة الأقوياء
صوتك في أذنيك
يلامس كوابيسك
حياتي في ذهني
والوطن في أطراف الدموع
ألشتاء الجاف أمام الأبواب
خالية هي المقاعد في المطابخ
منصات الصواريخ على الحدود
والوطن في قلوب المحاربين
وجاءت قصيدة نهاد هذه ضمن مجموعة شعرية له أصدرها أستاذ الأدب السربرنيتسي مرساد مصطفيتش بعد رحيل الشاعر المبكر بعنوان ' أناس بلا أمل ' .
وفي خواطره نشر الصحفي السربرنيتسي فكرت هوجيتش مدير قناة الحياة عما جرى في سربرنيتسا وقد غادر مع أمه وشقيقه الرضيع المدينة ليتركوا والدهم إبراهيم وليفجوا بقتله .
كانت دجيفي آفديتش في التاسعة من عمرها يوم وقوع المذبحة المروعة , فنشرت كتابها ' إبتسامتي هي ثأري ' وفيه جسدت حالة المجتمع في فترة ما بعد الحرب .
ولوالدها سابيت ولجميع ضحايا سربرنيتسا أهدت سابينة هودجيتش – محمدوفيتش كتابها ' سربرنيتي البطلة ' .
وفي سنة 2005 أصدر ياسمين يوسف يوسفوفيتش كتابه ' جاكيت أحمر وغطاء ' وفيه استذكر والده الضحية وأرخ للمجزرة التي أفقدته الكثير من أقاربه .
كتاب ' عندما تكون بمفردك ' لأمير بكتيتش يروي قصته عندما فر مع والده عبر الغابات إلى مدينة توزلة فيما والدته وشقيقته ذهبتا لقوات الحماية الدولية التي تواطأت مع المجرمين فكانا ضحيتين .
وقال الدكتور أديب جوزيتش عن رواية ميرساد مصطفيتش ' منديل مدمى , فراق في بوتوتشاري و سررنيتسا بعيدة يا بني ' إنها تشمل جميع المدارس الأدبية ففيها تاريخ وسياسة وثقافة وقانون وإعلام وفيها مونولوج داخلي وآخر خارجي وفيها الخيال والواقع , حرب الطمأنينة والتوتر .
والآن سأدعكم تقرؤون قصيدة جمال الدين لاتيتش :
أمي , أمي , لا زلت أحام بك
أختي , أخي لا زلت أحلم بكما كل ليلة
أفتقدكم , أفتقدكم , أفتقدكم
أبحث عنكم , أبحث عنكم ’ أبحث عنكم
عندما أستيقظ أراكم
أمي , أبي , أينكما
بوسنتي , أنت أمي
بوسنتي , أمي تتصل بك
أمي بوسنة
أختي سربرنيتسا
أرفض البقاء وحيدا .
وتانكم ما قاله الشاعر البوسني الكبير عبدالله سيدران :
دعوها
بإذن الله
تعود وتهدأ
الجميع
من الأزمان الغابرة
روح سربرنيتسية
وأرواحنا
الحزينة والميتة
مع أرواح الأحياء
كلنا موتى .
ولا ننسى رواية حكاية سربرنيتسا لإسلام تانجيتش التي قدم لطبعتها الماليزية رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد والتي نقلتها لغات عديدة.
ولنتذكر ما كتبه الأديب الكرواتي الشهير إفيتسا جيكيتش : ( سربرنيتسا أهم قضايا عصرنا . وهي مركز الإرهاب العالمي في صيف 1995 . كيف يمكن للإنسان أن يستمر في قتل أبرياء لمدة ثلاثة أو أربعة أيام من ساعة إلى ساعة ؟ ) .
وفي إيطاليا صدرت رواية ' كيفما أنا أكون ' للأديب الإيطالي ماركو ماجيني , وفيها لمسات اعتذار عما حدث دون درايته فقد كان في العاشرة من عمره . وقد كتب روايته التي فازت بجائزة الكاتب والصحفي الإيطالي سالفين .
وألف فرانك ويسترمان كتابه عما شاهده في سربرنيتسا بعنوان ' ألسيناريو الأكثر اسودادا ' وفيه دون أهوال الحرب ووحشية الإبادة الجماعية في سربرنيتسا .
الألماني من أصل كرواتي نيكول ليوبيتش كتب رواية ' بوناسا حزينة ' وسجل فيها مواقف الزعماء والقادة الذين لم ينخرطوا مباشرة في الحرب وشهاداتهم ومشاعرهم .
وفي كتابها ' العقارب – تصميم الجريمة ' استندت ياسمينة تيشانوفيتش إلى محاكمة من اقترفوا جرائمهم في ترنوفا وقضائها .
وفي الفن نجد لوحة ميرساد بيربر ومسرحيات صفوت زيس .
التعليقات