عمان جو - أغلقت السلطات العراقية قناتين تلفزيونيتين يقبل العراقيون من السنة على مشاهدتهما، كما أمرت بوقف برنامج ساخر لتشدد بذلك السيطرة على وسائل الإعلام، مع تصاعد التوترات السياسية في بغداد.
بدأت هذه الإجراءات الصارمة في مارس آذار، ويبدو أن الدافع وراءها هو المخاوف من أن تذكي هاتان القناتان التوترات الطائفية، بما يزيد من أعباء قوى الأمن المرهقة لاحتوائها.
لكنها تثير في الوقت نفسه مخاوف على حرية التعبير في العراق.
فقد أغلقت هيئة الإعلام والاتصالات مكتب قناة الجزيرة العربية في بغداد، كما أغلقت قناة البغدادية التلفزيونية المحلية وأمرت بوقف برنامج البشير الهزلي.
وقالت الهيئة إن قناة الجزيرة وبرنامج البشير الذي يتناول بالنقد الساخر شخصيات عراقية، خالفا ميثاق الشرف المهني.
والهيئة مكلفة بالإشراف على تنفيذ السياسات الحكومية. ولم تذكر الهيئة تفاصيل وامتنعت عن التعليق.
وقال وليد إبراهيم رئيس مكتب قناة الجزيرة في العراق “كانت لديهم بعض التحفظات على استخدام لفظ ‘ميليشيات‘ عند الإشارة للحشد الشعبي”، مشيراً إلى تحالف لفصائل شبه عسكرية من المسلمين الشيعة في الغالب تشكل لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أن هيئة الإعلام والاتصالات اعترضت أيضاً على الآراء التي يبديها ضيوف قناة الجزيرة القطرية، خلال برامج الحوارات التي تبث من الدوحة.
وقال هاتفياً من الأردن “حاولنا أن نشرح أن هذه هي وجهات نظر الضيوف وليست بالضرورة وجهات نظرنا.”
أما قناة البغدادية المملوكة لرجل الأعمال العراقي عون الخشلوك وتبث برامج تلقى إقبالاً من الأقلية السنية عليها، فقد أغلقت في مارس آذار. وقال بيان أصدرته هيئة الإعلام والاتصالات إن القناة لم تحصل على التراخيص السليمة اللازمة لمزاولة نشاطها.
وتعد هذه الإجراءات التي اتخذتها السلطات من أشد القيود التي فرضت على الإعلام خلال فترة حكم رئيس الوزراء حيدر العباد، ،الشيعي المعتدل الذي تولى منصبه قبل عامين ووعد بإصلاح ذات البين بين السنة والأغلبية الشيعية. ولم يرد مكتبه على طلبات للتعليق.
وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قد فرض حالة طوارئ تقيد التغطية الإعلامية في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث مساحة البلاد. وتم تخفيف هذه القيود عندما حل العبادي محل المالكي.
كما سحب المالكي الحليف الوثيق لإيران، ترخيص قناة الجزيرة قبل ذلك بعام، واتهم الشبكة القطرية بتبني نبرة طائفية بعد تغطية المظاهرات السنية التي خرجت احتجاجاً على سياساته. وأعيد الترخيص في العام الماضي.
وشهدت حكومات العراق المتعاقبة بقيادة الشيعة علاقات متوترة مع قطر ودول عربية أخرى، في منطقة الخليج منذ الإطاحة بحكم صدام حسين عام 2003.
وقد اتهم حكام العراق المدعومون من إيران، دولاً سنية مجاورة باستخدام وسائل إعلام تحظى بتمويل كبير لتقويض العملية السياسية في العراق، بالتركيز على معاناة السنة وتغطية الاحتجاجات المناهضة للمالكي عام 2013.
وتواجه وسائل الإعلام المدعومة من الشيعة بدورها، انتقادات لتغطيتها التي تتهم دولاً خليجية بدعم التشدد السني في العراق.
* أزمة سياسية
ووضعت السلطات العراقية قوى الأمن، التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية في شمال البلاد وغربها، في حالة تأهب في بغداد.
ومازالت التفجيرات شائعة في العاصمة ومنها ثلاثة تفجيرات يوم الأربعاء الماضي، سقط فيها ما لا يقل عن 80 قتيلاً وتنتشر المخاوف من أن تتطور الأزمة السياسية إلى اشتباكات بين أنصار الساسة المتنافسين.
وتسببت خلافات على مدى أسابيع حول اقتراح العبادي إبدال الوزراء المرتبطين بالأحزاب السياسية، وإحلال خبراء مستقلين محلهم في عرقلة أداء الحكومة، وذلك في أعقاب مطالب شعبية بالقضاء على المحسوبية في الحياة السياسية.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يتمتع بنفوذ كبير، قد أمر أتباعه بتنظيم احتجاجات للضغط على العبادي للاستمرار في إصلاحاته السياسية.
وقد اقترح العبادي تشكيلاً وزارياً جديداً، لكن البرلمان لم يوافق عليه. وتشاجر نواب داخل البرلمان قبل شهر ولم ينعقد المجلس منذ اقتحم متظاهرون مقره بعد ذلك بأسبوعين.
وقال زياد العجيلي رئيس مرصد الحريات الصحفية العراقي، “مع كل أزمة سياسية يتطلعون لمجالات تشد انتباه الجمهور. وعندما تركز وسيلة إعلامية على مشكلة ما يأمرون بإغلاقها.”
وأضاف في إشارة إلى حكم المالكي الذي استمر ثماني سنوات، “هم ينفذون الآن القرارات نفسها التي اتخذت في الماضي عندما لم يكن لحرية الصحافة وجود في الواقع.”
وأصدرت هيئة الإعلام والاتصالات تحذيراً بسبب برنامج تبثه قناة العهد التي تديرها فصائل عصائب أهل الحق المدعومة من إيران. وكان مذيع البرنامج وجيه عباس شبه صدام حسين بالخليفة عثمان بن عفان مما أثار استياء السنة.
* شيء غير مضحك
كما استهدفت الهيئة مجموعة من الشباب العراقي، يقومون على إنتاج برنامج البشير الساخر من الأردن.
واضطرت قناة السومرية المستقلة للتوقف عن بث البرنامج الشهر الماضي، رغم أن فقراته كثيراً ما تسخر من تنظيم الدولة الإسلامية ومن وحشية أعضائه وعنفهم.
وكان السبب في وقف البرنامج حلقة سخرت من أحد رجال الدين الشيعة، لأنه تناول مسألة ما إذا كان شرب اللبن من بقرة نافقة حلال أم حرام. ومازال البرنامج مستمراً على يوتيوب وعلى قناة دويتشه فيلا العربية.
وقال مضيف البرنامج أحمد البشير، إنه يرفض طلب الحكومة تغيير محتوى البرنامج.
وقال “هذه هي صيغة البرنامج. هكذا يكتب وهذا هو مستوى الحرية التي يتمتع بها. سنواصل نقد الفاسدين والسخرية منهم.”
ويواجه الصحفيون مخاطر أخرى بخلاف الرقابة الحكومية في العراق. فقد قالت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن ستة صحفيين على الأقل قتلوا في مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية خلال العام الماضي.
وفي يناير كانون الثاني الماضي، قتل صحفيان بالرصاص في منطقة ديالى الشرقية الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وصنفت منظمة صحفيون بلا حدود العراق في المركز 153 من بين 180 دولة في مؤشرها لحرية الصحافة العالمية لعام 2016.
عمان جو - أغلقت السلطات العراقية قناتين تلفزيونيتين يقبل العراقيون من السنة على مشاهدتهما، كما أمرت بوقف برنامج ساخر لتشدد بذلك السيطرة على وسائل الإعلام، مع تصاعد التوترات السياسية في بغداد.
بدأت هذه الإجراءات الصارمة في مارس آذار، ويبدو أن الدافع وراءها هو المخاوف من أن تذكي هاتان القناتان التوترات الطائفية، بما يزيد من أعباء قوى الأمن المرهقة لاحتوائها.
لكنها تثير في الوقت نفسه مخاوف على حرية التعبير في العراق.
فقد أغلقت هيئة الإعلام والاتصالات مكتب قناة الجزيرة العربية في بغداد، كما أغلقت قناة البغدادية التلفزيونية المحلية وأمرت بوقف برنامج البشير الهزلي.
وقالت الهيئة إن قناة الجزيرة وبرنامج البشير الذي يتناول بالنقد الساخر شخصيات عراقية، خالفا ميثاق الشرف المهني.
والهيئة مكلفة بالإشراف على تنفيذ السياسات الحكومية. ولم تذكر الهيئة تفاصيل وامتنعت عن التعليق.
وقال وليد إبراهيم رئيس مكتب قناة الجزيرة في العراق “كانت لديهم بعض التحفظات على استخدام لفظ ‘ميليشيات‘ عند الإشارة للحشد الشعبي”، مشيراً إلى تحالف لفصائل شبه عسكرية من المسلمين الشيعة في الغالب تشكل لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أن هيئة الإعلام والاتصالات اعترضت أيضاً على الآراء التي يبديها ضيوف قناة الجزيرة القطرية، خلال برامج الحوارات التي تبث من الدوحة.
وقال هاتفياً من الأردن “حاولنا أن نشرح أن هذه هي وجهات نظر الضيوف وليست بالضرورة وجهات نظرنا.”
أما قناة البغدادية المملوكة لرجل الأعمال العراقي عون الخشلوك وتبث برامج تلقى إقبالاً من الأقلية السنية عليها، فقد أغلقت في مارس آذار. وقال بيان أصدرته هيئة الإعلام والاتصالات إن القناة لم تحصل على التراخيص السليمة اللازمة لمزاولة نشاطها.
وتعد هذه الإجراءات التي اتخذتها السلطات من أشد القيود التي فرضت على الإعلام خلال فترة حكم رئيس الوزراء حيدر العباد، ،الشيعي المعتدل الذي تولى منصبه قبل عامين ووعد بإصلاح ذات البين بين السنة والأغلبية الشيعية. ولم يرد مكتبه على طلبات للتعليق.
وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قد فرض حالة طوارئ تقيد التغطية الإعلامية في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث مساحة البلاد. وتم تخفيف هذه القيود عندما حل العبادي محل المالكي.
كما سحب المالكي الحليف الوثيق لإيران، ترخيص قناة الجزيرة قبل ذلك بعام، واتهم الشبكة القطرية بتبني نبرة طائفية بعد تغطية المظاهرات السنية التي خرجت احتجاجاً على سياساته. وأعيد الترخيص في العام الماضي.
وشهدت حكومات العراق المتعاقبة بقيادة الشيعة علاقات متوترة مع قطر ودول عربية أخرى، في منطقة الخليج منذ الإطاحة بحكم صدام حسين عام 2003.
وقد اتهم حكام العراق المدعومون من إيران، دولاً سنية مجاورة باستخدام وسائل إعلام تحظى بتمويل كبير لتقويض العملية السياسية في العراق، بالتركيز على معاناة السنة وتغطية الاحتجاجات المناهضة للمالكي عام 2013.
وتواجه وسائل الإعلام المدعومة من الشيعة بدورها، انتقادات لتغطيتها التي تتهم دولاً خليجية بدعم التشدد السني في العراق.
* أزمة سياسية
ووضعت السلطات العراقية قوى الأمن، التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية في شمال البلاد وغربها، في حالة تأهب في بغداد.
ومازالت التفجيرات شائعة في العاصمة ومنها ثلاثة تفجيرات يوم الأربعاء الماضي، سقط فيها ما لا يقل عن 80 قتيلاً وتنتشر المخاوف من أن تتطور الأزمة السياسية إلى اشتباكات بين أنصار الساسة المتنافسين.
وتسببت خلافات على مدى أسابيع حول اقتراح العبادي إبدال الوزراء المرتبطين بالأحزاب السياسية، وإحلال خبراء مستقلين محلهم في عرقلة أداء الحكومة، وذلك في أعقاب مطالب شعبية بالقضاء على المحسوبية في الحياة السياسية.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يتمتع بنفوذ كبير، قد أمر أتباعه بتنظيم احتجاجات للضغط على العبادي للاستمرار في إصلاحاته السياسية.
وقد اقترح العبادي تشكيلاً وزارياً جديداً، لكن البرلمان لم يوافق عليه. وتشاجر نواب داخل البرلمان قبل شهر ولم ينعقد المجلس منذ اقتحم متظاهرون مقره بعد ذلك بأسبوعين.
وقال زياد العجيلي رئيس مرصد الحريات الصحفية العراقي، “مع كل أزمة سياسية يتطلعون لمجالات تشد انتباه الجمهور. وعندما تركز وسيلة إعلامية على مشكلة ما يأمرون بإغلاقها.”
وأضاف في إشارة إلى حكم المالكي الذي استمر ثماني سنوات، “هم ينفذون الآن القرارات نفسها التي اتخذت في الماضي عندما لم يكن لحرية الصحافة وجود في الواقع.”
وأصدرت هيئة الإعلام والاتصالات تحذيراً بسبب برنامج تبثه قناة العهد التي تديرها فصائل عصائب أهل الحق المدعومة من إيران. وكان مذيع البرنامج وجيه عباس شبه صدام حسين بالخليفة عثمان بن عفان مما أثار استياء السنة.
* شيء غير مضحك
كما استهدفت الهيئة مجموعة من الشباب العراقي، يقومون على إنتاج برنامج البشير الساخر من الأردن.
واضطرت قناة السومرية المستقلة للتوقف عن بث البرنامج الشهر الماضي، رغم أن فقراته كثيراً ما تسخر من تنظيم الدولة الإسلامية ومن وحشية أعضائه وعنفهم.
وكان السبب في وقف البرنامج حلقة سخرت من أحد رجال الدين الشيعة، لأنه تناول مسألة ما إذا كان شرب اللبن من بقرة نافقة حلال أم حرام. ومازال البرنامج مستمراً على يوتيوب وعلى قناة دويتشه فيلا العربية.
وقال مضيف البرنامج أحمد البشير، إنه يرفض طلب الحكومة تغيير محتوى البرنامج.
وقال “هذه هي صيغة البرنامج. هكذا يكتب وهذا هو مستوى الحرية التي يتمتع بها. سنواصل نقد الفاسدين والسخرية منهم.”
ويواجه الصحفيون مخاطر أخرى بخلاف الرقابة الحكومية في العراق. فقد قالت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن ستة صحفيين على الأقل قتلوا في مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية خلال العام الماضي.
وفي يناير كانون الثاني الماضي، قتل صحفيان بالرصاص في منطقة ديالى الشرقية الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وصنفت منظمة صحفيون بلا حدود العراق في المركز 153 من بين 180 دولة في مؤشرها لحرية الصحافة العالمية لعام 2016.
عمان جو - أغلقت السلطات العراقية قناتين تلفزيونيتين يقبل العراقيون من السنة على مشاهدتهما، كما أمرت بوقف برنامج ساخر لتشدد بذلك السيطرة على وسائل الإعلام، مع تصاعد التوترات السياسية في بغداد.
بدأت هذه الإجراءات الصارمة في مارس آذار، ويبدو أن الدافع وراءها هو المخاوف من أن تذكي هاتان القناتان التوترات الطائفية، بما يزيد من أعباء قوى الأمن المرهقة لاحتوائها.
لكنها تثير في الوقت نفسه مخاوف على حرية التعبير في العراق.
فقد أغلقت هيئة الإعلام والاتصالات مكتب قناة الجزيرة العربية في بغداد، كما أغلقت قناة البغدادية التلفزيونية المحلية وأمرت بوقف برنامج البشير الهزلي.
وقالت الهيئة إن قناة الجزيرة وبرنامج البشير الذي يتناول بالنقد الساخر شخصيات عراقية، خالفا ميثاق الشرف المهني.
والهيئة مكلفة بالإشراف على تنفيذ السياسات الحكومية. ولم تذكر الهيئة تفاصيل وامتنعت عن التعليق.
وقال وليد إبراهيم رئيس مكتب قناة الجزيرة في العراق “كانت لديهم بعض التحفظات على استخدام لفظ ‘ميليشيات‘ عند الإشارة للحشد الشعبي”، مشيراً إلى تحالف لفصائل شبه عسكرية من المسلمين الشيعة في الغالب تشكل لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أن هيئة الإعلام والاتصالات اعترضت أيضاً على الآراء التي يبديها ضيوف قناة الجزيرة القطرية، خلال برامج الحوارات التي تبث من الدوحة.
وقال هاتفياً من الأردن “حاولنا أن نشرح أن هذه هي وجهات نظر الضيوف وليست بالضرورة وجهات نظرنا.”
أما قناة البغدادية المملوكة لرجل الأعمال العراقي عون الخشلوك وتبث برامج تلقى إقبالاً من الأقلية السنية عليها، فقد أغلقت في مارس آذار. وقال بيان أصدرته هيئة الإعلام والاتصالات إن القناة لم تحصل على التراخيص السليمة اللازمة لمزاولة نشاطها.
وتعد هذه الإجراءات التي اتخذتها السلطات من أشد القيود التي فرضت على الإعلام خلال فترة حكم رئيس الوزراء حيدر العباد، ،الشيعي المعتدل الذي تولى منصبه قبل عامين ووعد بإصلاح ذات البين بين السنة والأغلبية الشيعية. ولم يرد مكتبه على طلبات للتعليق.
وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قد فرض حالة طوارئ تقيد التغطية الإعلامية في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث مساحة البلاد. وتم تخفيف هذه القيود عندما حل العبادي محل المالكي.
كما سحب المالكي الحليف الوثيق لإيران، ترخيص قناة الجزيرة قبل ذلك بعام، واتهم الشبكة القطرية بتبني نبرة طائفية بعد تغطية المظاهرات السنية التي خرجت احتجاجاً على سياساته. وأعيد الترخيص في العام الماضي.
وشهدت حكومات العراق المتعاقبة بقيادة الشيعة علاقات متوترة مع قطر ودول عربية أخرى، في منطقة الخليج منذ الإطاحة بحكم صدام حسين عام 2003.
وقد اتهم حكام العراق المدعومون من إيران، دولاً سنية مجاورة باستخدام وسائل إعلام تحظى بتمويل كبير لتقويض العملية السياسية في العراق، بالتركيز على معاناة السنة وتغطية الاحتجاجات المناهضة للمالكي عام 2013.
وتواجه وسائل الإعلام المدعومة من الشيعة بدورها، انتقادات لتغطيتها التي تتهم دولاً خليجية بدعم التشدد السني في العراق.
* أزمة سياسية
ووضعت السلطات العراقية قوى الأمن، التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية في شمال البلاد وغربها، في حالة تأهب في بغداد.
ومازالت التفجيرات شائعة في العاصمة ومنها ثلاثة تفجيرات يوم الأربعاء الماضي، سقط فيها ما لا يقل عن 80 قتيلاً وتنتشر المخاوف من أن تتطور الأزمة السياسية إلى اشتباكات بين أنصار الساسة المتنافسين.
وتسببت خلافات على مدى أسابيع حول اقتراح العبادي إبدال الوزراء المرتبطين بالأحزاب السياسية، وإحلال خبراء مستقلين محلهم في عرقلة أداء الحكومة، وذلك في أعقاب مطالب شعبية بالقضاء على المحسوبية في الحياة السياسية.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يتمتع بنفوذ كبير، قد أمر أتباعه بتنظيم احتجاجات للضغط على العبادي للاستمرار في إصلاحاته السياسية.
وقد اقترح العبادي تشكيلاً وزارياً جديداً، لكن البرلمان لم يوافق عليه. وتشاجر نواب داخل البرلمان قبل شهر ولم ينعقد المجلس منذ اقتحم متظاهرون مقره بعد ذلك بأسبوعين.
وقال زياد العجيلي رئيس مرصد الحريات الصحفية العراقي، “مع كل أزمة سياسية يتطلعون لمجالات تشد انتباه الجمهور. وعندما تركز وسيلة إعلامية على مشكلة ما يأمرون بإغلاقها.”
وأضاف في إشارة إلى حكم المالكي الذي استمر ثماني سنوات، “هم ينفذون الآن القرارات نفسها التي اتخذت في الماضي عندما لم يكن لحرية الصحافة وجود في الواقع.”
وأصدرت هيئة الإعلام والاتصالات تحذيراً بسبب برنامج تبثه قناة العهد التي تديرها فصائل عصائب أهل الحق المدعومة من إيران. وكان مذيع البرنامج وجيه عباس شبه صدام حسين بالخليفة عثمان بن عفان مما أثار استياء السنة.
* شيء غير مضحك
كما استهدفت الهيئة مجموعة من الشباب العراقي، يقومون على إنتاج برنامج البشير الساخر من الأردن.
واضطرت قناة السومرية المستقلة للتوقف عن بث البرنامج الشهر الماضي، رغم أن فقراته كثيراً ما تسخر من تنظيم الدولة الإسلامية ومن وحشية أعضائه وعنفهم.
وكان السبب في وقف البرنامج حلقة سخرت من أحد رجال الدين الشيعة، لأنه تناول مسألة ما إذا كان شرب اللبن من بقرة نافقة حلال أم حرام. ومازال البرنامج مستمراً على يوتيوب وعلى قناة دويتشه فيلا العربية.
وقال مضيف البرنامج أحمد البشير، إنه يرفض طلب الحكومة تغيير محتوى البرنامج.
وقال “هذه هي صيغة البرنامج. هكذا يكتب وهذا هو مستوى الحرية التي يتمتع بها. سنواصل نقد الفاسدين والسخرية منهم.”
ويواجه الصحفيون مخاطر أخرى بخلاف الرقابة الحكومية في العراق. فقد قالت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن ستة صحفيين على الأقل قتلوا في مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية خلال العام الماضي.
وفي يناير كانون الثاني الماضي، قتل صحفيان بالرصاص في منطقة ديالى الشرقية الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وصنفت منظمة صحفيون بلا حدود العراق في المركز 153 من بين 180 دولة في مؤشرها لحرية الصحافة العالمية لعام 2016.
التعليقات