أقيم في المركز الثقافي الملكي يوم أمس حفل توقيع رواية روزنامة
للكاتبة الأردنية لينا جرار .
وقالت في كلمة لها :
قبل أن أتحدث عن روايتي ... أود أن أعبر عن عميق شكري وأمتناني لكم جميعاً.. وأعلم أن كلمات الشكر لن تفي لتعبر عن سعادتي بكم، شكراً بحجم الكون لكل فرد في هذه القاعة باسمه وصفته... واسمحولي أن أخص بالشكر الأستاذ هشام عودة الذي كرّمني الليلة بإدارة هذا الحفل، والأستاذ الفنان التشكيلي والشاعر محمد العامري و الأستاذة الأديبة نهلة الجمزاوي و الشاعر المبدع الدكتور خلدون منيعم على ما قدموه من قراءات رائعة في 'روزنامة'... شكرا تليق بأرواحكم وأقلامكم... و كذلك شكرا كبيرة لوالدي ووالدتي الذين كانا ولا زالا أول من صنع أبجديتي لأنطلق بها في مواجهة هذا العالم... روزنامة... هي حكاية العمربتقلب فصوله، فدائرة العمر لا تتوقف عن ارتداء حلّة جديدة في تعاقب أوراقها التي لا تسقط بل تجدد ذاتها بتلقائية تعلقنا بالحياة التي ولدنا لأجل أن نحياها بكل ما فيها من مواسم... في روزنامة حاولت أن أكتب امرأة اغدقها الحب عطرا.... فأشعلت صيفا لا ينطفئ!!امرأة خانها العمر...فانسكبت خريفا على رصيف مهجور!!امرأة لم تذو رغم الوجع... اودعت روحها في غيمة لتكون رسولة الشتاء!!امرأة أصرّت على ارتداء الربيع الأزلي... تلك هي ملاك في حكايتها .. التي ربما هي مجموعة من الحالات التي تعايشها الأنثى في مجتمع يخضعها لتبعيته، في تصوره لشكل حياتها وخاصة حين تفقد الموجّه الرئيسي لدفة قدرها (طبعاً من وجهة نظر مجتمع اعتاد على الأنثى كضحية لفكر متوارث باعتبارها 'ضلع قاصر') قد أجمل ما أرادت ملاك أن تقوله من خلال حكايتها في هذه الكلمات: ' الاشياء لا تبدو بأبعادها الحقيقية في المرايا الجانبية... انظري في عيني مرآتك قبل أن يمضي النهار و انتقي ما يناسب روحك من ألوان ... كوني العطاء حيث تقفين واثقة من موقع خطواتك المودية اليك دون أن تكوني الضحية.... لن أتحدث كثيراً عن الرواية، ولعلني سأكتفي بما قدمته هذه الثلة الأنيقة من الأدباء من قراءات في متن الرواية ... فقط كلي رجاء أن تترك في أرواح قرائها بعض من صدى أثيرلا يرحل... اختم كلمتي بمحاولة أخيرة للتعبير عن بعض سعادتي بحضوركم، و التي يصعب حصرها بين دفتي الأبجدية...
ويرى الشاعر د. خلدون منيعم في ورقته النقدية المعنونة 'بمديح الألم أو الزمن مستعادا ضد نفسه أن الخطاب الإبداعي في روزنامة نهض على قراءة سُوسْيولوجِيَّةٌ بؤرتها تعطيل الفعل الجمالي-الأنوثة لمصلحة هيمنة الفاعل الدلالي-الذكورة، إنها الخسارة المرة والخسران المبين عندما يفقد الفاعل مداد فعله الجمالي، غير أن مضمر الخطاب فيه يحتكم لنسقية تنقض ظاهره؛ فتقاليد الكتابة النسوية ومقاليدها تتغيّا الهجائية لعوالم الذكورة المهيمنة غير أنها في جوانيّاتها تنبني على مدائح ناهضة لتلك العوالم، ومرجعية هذا النسق تكمن في السلطة البطرياركية ـ الفقهية في منظومة الثقافة العربية.
وفي نقد للأستاذ محمد العامري قال: تندرج رواية الكاتبة لينا جرار'روزنامة ' في مفاهيم الكتابة الأقرب إلى الذاتية بوصفها فعلا جمعيا مشتركا وتبتعد كذلك عن السيرة بمفهومها المتعارف علية لكنها تتغذى من أحداث السيرة ومفارقاتها اليومية في الأزمنة والأمكنة على حد سواء ، بل تشكل مؤونتها الرئيسة في تثوير السرد وإعطائه قيما واقعية تخص معظم الناس وخاصة المرأة العربية . ونرى الى أنها كتابة تشير بشكل غير مباشر الى طبقية الجنس البشري الذي قسم الكائنات الى قسمين الفاعل والذي يقع عليه الفعل ، اي اقرب الى الكشف عن مفاهيم الجندرية الجديدة ، وهذه المنظومة تم تدعيمها عبر القانون الديني والبيولوجي وصولا الى قانون الطبيعة ، فما تذهب اليه جرار هو محاولات دؤوبة لايجاد مناخات مقاومة ضد تلك المفاهيم من خلال الكشف عن ضعف المنظومة الاجتماعية في الدفاع عن وجود الأنثى ككائن سوي ,من حقه ان يفعل لا ان يكون ضحية لوقوع الفعل . ان دخول مصطلح الأدب النسوي في حقلا لمدونات الثقافية والنقدية في منتصف السبعينيات من القرن الفائت ، ويشير المصطلح الى الادب الذي تكتبه المرأة ، اي ان المصطلح ارتبط بمفهوم الجنسانية للمرأة واعتقد ان هذا ساهم في الكشف عن الفقر النظري للمصطلح نفسه ويشكل بالنسبة لي فصلا جنسويا غير مبررا وفرقة بين في الروح الانسانية التي تنتج الابداع بمفهومه الانساني المطلق، واعتقد ان مثل هذا التشخيص ادخلنا في مناخات شبه اجبارية للنظر الى الادب النسوي من كوة ضيقة تتجلى في طبيعة المرأة ومفاهيمها الاجتماعية في مجتمعات في الاصل تنظر اليها كضلع اعوج ، فالنظرة اليها بوصفها كاتبة انثى الى نظرة عرجاء فيما يخصها من كتابة او اي فعل انساني .
فالكاتبة جرّار تكشف بشكل فني عن زيف الثقافة التراكمية للمجتمعات العربية في طبيعة النظر الى الانثى كما لو انها تقول: ان الوأدية لم تنتهي بعد فهناك تمظهرات جديدة لثقافة الوأد عبر مصادرة حقوق تواجدها بشكل طبيعي في سياقات الحياة بعيدا عن الوصاية التي تلاحقها في البيت والشارع ومكان العمل . وهذا النمط من الكتابة ساهم في ابراز قيم جديدة في الكتابة تؤسس لقراءات سسيولوجية لمجتمعاتنا العربية وصولا الى الكشف عن المسكوت عنه عبر مناخات الفن والادب كون الكتابة تحتمل المواربة والتورية في آن . ان رواية لينا جرار هي بمثابة جرح غائر في تاريخ النفس الانثوية، التي لم تزل تعاني من سطوة السلطة الاجتماعية التي بنيت على الفعل الذكوري في شتى مناحي الحياة ، والامر ليس مرتبطا بمشهدية الديمقراطية والكرنفاليات التي تؤثث حياتنا باحتفاءات باهتة لنصرة المراة بل الانكى من ذلك هي طريقة التفكير السرية بهذا الكائن، واعتقد ان المناخ الديني والقبلي والسياسي قد ساهم في زرع تلك القيم المغلوطة ، ومن ابسطها سجن الجسد في اغطية ثقيلة كمحرم مطلق ، ومتابعة التجاوزات من وجهة نظرهم لتلك التمظهرات من باب تأكيد الاقصاء ، فارى الى ما ذهبت اليه لينا في بداية روايتها في الثورة على محو الاسم ورفضت ان تنعت بام فلان وتمسكت باسمها 'ملاك' وهذه اشارة واضحة على متطلبات المحو الاولى لوجود الانثى كتقليد اجتماعي بعيدا عن الدين ، كون العرف في كثير من الاحيان يتجاوز الدين وتشريعاته . واعتقد ان كثير من النساء اللواتي كتبن في هذا الجانب من الناحية الفلسفية و كشفت بعض كتابات النساءعن التناقضات التى تسود الفكر الذكورى الموروث. ومن هذه الكتابات،'عائشة التيمورية , وكوكب حفنى ناصف , وباحثة البادية , ومى زيادة , وأمينة السعيد , ولطيفة الزيات , وكوليت خورى , ونوال السعداوى , وفاطمةالمرنيسى , ونهاد صليحة , وسلوى بكر , ويسرى المقدم , وعلوية صبح , ومنى حلمى , وسمري زبك , وأمنية أمين , وزليخه ابو ريشة وغيرهن كثيرات'، اعتقد ان جرار قد اراحت نفسها من التنظير والتهويل ونقلت عبر لغة سردية مشفوعة بشعرية اللغة الى تتبع لاحداث وقعت عليها وامامها من بداية زمن روايتها في العام 1992 لتعكس طبيعة الانسان وتجلياته الكاذبة في بدايات العلاقات الانسانية كما لو انها فخ يتحصن به الرجل للايقاع بالانثى ثم يكشف عن هويته الشخصية الداخلية تجاه زوجته ويعلن عن موروث خرب توارثه من مجتمع لم يتجاوز الوأدية بتجلياتها المتعددة، وتتابع الكاتبة في روايتها رصد تلك الاحداث في امكنة متعددة وبازمان ايضا متباعدة الى حد ما ، فهي تنسج سردياتها بين السيرة الشخصية والهم الجمعي العام ، واعتقد ان المواربة التي وقعت فيها جرار بين السيرة والرواية هي جزء من المحاولة للنجاة من كونها سيرة لانها ستحاكم على وثائق اجتماعية فذهبت الى تسريد سيرتها بلغة الرواية ، والتي جاءت عبر مسارات تشويقية ماكرة ، عبر تعميق السرد بشعرنة اللغة ، بل افتتحت كل فصل من فصول الرواية بمقاطع شعرية ذات بعد تأويلي يحيل القاري الى عتبات جديدة لكل فصل من فصول الرواية ، فبدء من الارهاصات الاولى وصولا الى علاقة البطلة ملاك بوسام نستطيع ان نقبض على مغاور الالم الذي يجتاح البطلة من تقلبات المجتمع والرجل في آن ، بل تشكل رحلة واضحة لمقطع من ألم الكائن الانثوي في عالمنا العربي . وقام بعض الأشخاص بالمشاركة في الأسألة والنقد حول الرواية وإجيب على جميع الأسالة وباركوا للكاتبة الأردنية لينا جرار على هذة الرواية الجميلة .
عمان جو - قسم الشؤون المحلية .
محمد الشلبي.
أقيم في المركز الثقافي الملكي يوم أمس حفل توقيع رواية روزنامة
للكاتبة الأردنية لينا جرار .
وقالت في كلمة لها :
قبل أن أتحدث عن روايتي ... أود أن أعبر عن عميق شكري وأمتناني لكم جميعاً.. وأعلم أن كلمات الشكر لن تفي لتعبر عن سعادتي بكم، شكراً بحجم الكون لكل فرد في هذه القاعة باسمه وصفته... واسمحولي أن أخص بالشكر الأستاذ هشام عودة الذي كرّمني الليلة بإدارة هذا الحفل، والأستاذ الفنان التشكيلي والشاعر محمد العامري و الأستاذة الأديبة نهلة الجمزاوي و الشاعر المبدع الدكتور خلدون منيعم على ما قدموه من قراءات رائعة في 'روزنامة'... شكرا تليق بأرواحكم وأقلامكم... و كذلك شكرا كبيرة لوالدي ووالدتي الذين كانا ولا زالا أول من صنع أبجديتي لأنطلق بها في مواجهة هذا العالم... روزنامة... هي حكاية العمربتقلب فصوله، فدائرة العمر لا تتوقف عن ارتداء حلّة جديدة في تعاقب أوراقها التي لا تسقط بل تجدد ذاتها بتلقائية تعلقنا بالحياة التي ولدنا لأجل أن نحياها بكل ما فيها من مواسم... في روزنامة حاولت أن أكتب امرأة اغدقها الحب عطرا.... فأشعلت صيفا لا ينطفئ!!امرأة خانها العمر...فانسكبت خريفا على رصيف مهجور!!امرأة لم تذو رغم الوجع... اودعت روحها في غيمة لتكون رسولة الشتاء!!امرأة أصرّت على ارتداء الربيع الأزلي... تلك هي ملاك في حكايتها .. التي ربما هي مجموعة من الحالات التي تعايشها الأنثى في مجتمع يخضعها لتبعيته، في تصوره لشكل حياتها وخاصة حين تفقد الموجّه الرئيسي لدفة قدرها (طبعاً من وجهة نظر مجتمع اعتاد على الأنثى كضحية لفكر متوارث باعتبارها 'ضلع قاصر') قد أجمل ما أرادت ملاك أن تقوله من خلال حكايتها في هذه الكلمات: ' الاشياء لا تبدو بأبعادها الحقيقية في المرايا الجانبية... انظري في عيني مرآتك قبل أن يمضي النهار و انتقي ما يناسب روحك من ألوان ... كوني العطاء حيث تقفين واثقة من موقع خطواتك المودية اليك دون أن تكوني الضحية.... لن أتحدث كثيراً عن الرواية، ولعلني سأكتفي بما قدمته هذه الثلة الأنيقة من الأدباء من قراءات في متن الرواية ... فقط كلي رجاء أن تترك في أرواح قرائها بعض من صدى أثيرلا يرحل... اختم كلمتي بمحاولة أخيرة للتعبير عن بعض سعادتي بحضوركم، و التي يصعب حصرها بين دفتي الأبجدية...
ويرى الشاعر د. خلدون منيعم في ورقته النقدية المعنونة 'بمديح الألم أو الزمن مستعادا ضد نفسه أن الخطاب الإبداعي في روزنامة نهض على قراءة سُوسْيولوجِيَّةٌ بؤرتها تعطيل الفعل الجمالي-الأنوثة لمصلحة هيمنة الفاعل الدلالي-الذكورة، إنها الخسارة المرة والخسران المبين عندما يفقد الفاعل مداد فعله الجمالي، غير أن مضمر الخطاب فيه يحتكم لنسقية تنقض ظاهره؛ فتقاليد الكتابة النسوية ومقاليدها تتغيّا الهجائية لعوالم الذكورة المهيمنة غير أنها في جوانيّاتها تنبني على مدائح ناهضة لتلك العوالم، ومرجعية هذا النسق تكمن في السلطة البطرياركية ـ الفقهية في منظومة الثقافة العربية.
وفي نقد للأستاذ محمد العامري قال: تندرج رواية الكاتبة لينا جرار'روزنامة ' في مفاهيم الكتابة الأقرب إلى الذاتية بوصفها فعلا جمعيا مشتركا وتبتعد كذلك عن السيرة بمفهومها المتعارف علية لكنها تتغذى من أحداث السيرة ومفارقاتها اليومية في الأزمنة والأمكنة على حد سواء ، بل تشكل مؤونتها الرئيسة في تثوير السرد وإعطائه قيما واقعية تخص معظم الناس وخاصة المرأة العربية . ونرى الى أنها كتابة تشير بشكل غير مباشر الى طبقية الجنس البشري الذي قسم الكائنات الى قسمين الفاعل والذي يقع عليه الفعل ، اي اقرب الى الكشف عن مفاهيم الجندرية الجديدة ، وهذه المنظومة تم تدعيمها عبر القانون الديني والبيولوجي وصولا الى قانون الطبيعة ، فما تذهب اليه جرار هو محاولات دؤوبة لايجاد مناخات مقاومة ضد تلك المفاهيم من خلال الكشف عن ضعف المنظومة الاجتماعية في الدفاع عن وجود الأنثى ككائن سوي ,من حقه ان يفعل لا ان يكون ضحية لوقوع الفعل . ان دخول مصطلح الأدب النسوي في حقلا لمدونات الثقافية والنقدية في منتصف السبعينيات من القرن الفائت ، ويشير المصطلح الى الادب الذي تكتبه المرأة ، اي ان المصطلح ارتبط بمفهوم الجنسانية للمرأة واعتقد ان هذا ساهم في الكشف عن الفقر النظري للمصطلح نفسه ويشكل بالنسبة لي فصلا جنسويا غير مبررا وفرقة بين في الروح الانسانية التي تنتج الابداع بمفهومه الانساني المطلق، واعتقد ان مثل هذا التشخيص ادخلنا في مناخات شبه اجبارية للنظر الى الادب النسوي من كوة ضيقة تتجلى في طبيعة المرأة ومفاهيمها الاجتماعية في مجتمعات في الاصل تنظر اليها كضلع اعوج ، فالنظرة اليها بوصفها كاتبة انثى الى نظرة عرجاء فيما يخصها من كتابة او اي فعل انساني .
فالكاتبة جرّار تكشف بشكل فني عن زيف الثقافة التراكمية للمجتمعات العربية في طبيعة النظر الى الانثى كما لو انها تقول: ان الوأدية لم تنتهي بعد فهناك تمظهرات جديدة لثقافة الوأد عبر مصادرة حقوق تواجدها بشكل طبيعي في سياقات الحياة بعيدا عن الوصاية التي تلاحقها في البيت والشارع ومكان العمل . وهذا النمط من الكتابة ساهم في ابراز قيم جديدة في الكتابة تؤسس لقراءات سسيولوجية لمجتمعاتنا العربية وصولا الى الكشف عن المسكوت عنه عبر مناخات الفن والادب كون الكتابة تحتمل المواربة والتورية في آن . ان رواية لينا جرار هي بمثابة جرح غائر في تاريخ النفس الانثوية، التي لم تزل تعاني من سطوة السلطة الاجتماعية التي بنيت على الفعل الذكوري في شتى مناحي الحياة ، والامر ليس مرتبطا بمشهدية الديمقراطية والكرنفاليات التي تؤثث حياتنا باحتفاءات باهتة لنصرة المراة بل الانكى من ذلك هي طريقة التفكير السرية بهذا الكائن، واعتقد ان المناخ الديني والقبلي والسياسي قد ساهم في زرع تلك القيم المغلوطة ، ومن ابسطها سجن الجسد في اغطية ثقيلة كمحرم مطلق ، ومتابعة التجاوزات من وجهة نظرهم لتلك التمظهرات من باب تأكيد الاقصاء ، فارى الى ما ذهبت اليه لينا في بداية روايتها في الثورة على محو الاسم ورفضت ان تنعت بام فلان وتمسكت باسمها 'ملاك' وهذه اشارة واضحة على متطلبات المحو الاولى لوجود الانثى كتقليد اجتماعي بعيدا عن الدين ، كون العرف في كثير من الاحيان يتجاوز الدين وتشريعاته . واعتقد ان كثير من النساء اللواتي كتبن في هذا الجانب من الناحية الفلسفية و كشفت بعض كتابات النساءعن التناقضات التى تسود الفكر الذكورى الموروث. ومن هذه الكتابات،'عائشة التيمورية , وكوكب حفنى ناصف , وباحثة البادية , ومى زيادة , وأمينة السعيد , ولطيفة الزيات , وكوليت خورى , ونوال السعداوى , وفاطمةالمرنيسى , ونهاد صليحة , وسلوى بكر , ويسرى المقدم , وعلوية صبح , ومنى حلمى , وسمري زبك , وأمنية أمين , وزليخه ابو ريشة وغيرهن كثيرات'، اعتقد ان جرار قد اراحت نفسها من التنظير والتهويل ونقلت عبر لغة سردية مشفوعة بشعرية اللغة الى تتبع لاحداث وقعت عليها وامامها من بداية زمن روايتها في العام 1992 لتعكس طبيعة الانسان وتجلياته الكاذبة في بدايات العلاقات الانسانية كما لو انها فخ يتحصن به الرجل للايقاع بالانثى ثم يكشف عن هويته الشخصية الداخلية تجاه زوجته ويعلن عن موروث خرب توارثه من مجتمع لم يتجاوز الوأدية بتجلياتها المتعددة، وتتابع الكاتبة في روايتها رصد تلك الاحداث في امكنة متعددة وبازمان ايضا متباعدة الى حد ما ، فهي تنسج سردياتها بين السيرة الشخصية والهم الجمعي العام ، واعتقد ان المواربة التي وقعت فيها جرار بين السيرة والرواية هي جزء من المحاولة للنجاة من كونها سيرة لانها ستحاكم على وثائق اجتماعية فذهبت الى تسريد سيرتها بلغة الرواية ، والتي جاءت عبر مسارات تشويقية ماكرة ، عبر تعميق السرد بشعرنة اللغة ، بل افتتحت كل فصل من فصول الرواية بمقاطع شعرية ذات بعد تأويلي يحيل القاري الى عتبات جديدة لكل فصل من فصول الرواية ، فبدء من الارهاصات الاولى وصولا الى علاقة البطلة ملاك بوسام نستطيع ان نقبض على مغاور الالم الذي يجتاح البطلة من تقلبات المجتمع والرجل في آن ، بل تشكل رحلة واضحة لمقطع من ألم الكائن الانثوي في عالمنا العربي . وقام بعض الأشخاص بالمشاركة في الأسألة والنقد حول الرواية وإجيب على جميع الأسالة وباركوا للكاتبة الأردنية لينا جرار على هذة الرواية الجميلة .
عمان جو - قسم الشؤون المحلية .
محمد الشلبي.
أقيم في المركز الثقافي الملكي يوم أمس حفل توقيع رواية روزنامة
للكاتبة الأردنية لينا جرار .
وقالت في كلمة لها :
قبل أن أتحدث عن روايتي ... أود أن أعبر عن عميق شكري وأمتناني لكم جميعاً.. وأعلم أن كلمات الشكر لن تفي لتعبر عن سعادتي بكم، شكراً بحجم الكون لكل فرد في هذه القاعة باسمه وصفته... واسمحولي أن أخص بالشكر الأستاذ هشام عودة الذي كرّمني الليلة بإدارة هذا الحفل، والأستاذ الفنان التشكيلي والشاعر محمد العامري و الأستاذة الأديبة نهلة الجمزاوي و الشاعر المبدع الدكتور خلدون منيعم على ما قدموه من قراءات رائعة في 'روزنامة'... شكرا تليق بأرواحكم وأقلامكم... و كذلك شكرا كبيرة لوالدي ووالدتي الذين كانا ولا زالا أول من صنع أبجديتي لأنطلق بها في مواجهة هذا العالم... روزنامة... هي حكاية العمربتقلب فصوله، فدائرة العمر لا تتوقف عن ارتداء حلّة جديدة في تعاقب أوراقها التي لا تسقط بل تجدد ذاتها بتلقائية تعلقنا بالحياة التي ولدنا لأجل أن نحياها بكل ما فيها من مواسم... في روزنامة حاولت أن أكتب امرأة اغدقها الحب عطرا.... فأشعلت صيفا لا ينطفئ!!امرأة خانها العمر...فانسكبت خريفا على رصيف مهجور!!امرأة لم تذو رغم الوجع... اودعت روحها في غيمة لتكون رسولة الشتاء!!امرأة أصرّت على ارتداء الربيع الأزلي... تلك هي ملاك في حكايتها .. التي ربما هي مجموعة من الحالات التي تعايشها الأنثى في مجتمع يخضعها لتبعيته، في تصوره لشكل حياتها وخاصة حين تفقد الموجّه الرئيسي لدفة قدرها (طبعاً من وجهة نظر مجتمع اعتاد على الأنثى كضحية لفكر متوارث باعتبارها 'ضلع قاصر') قد أجمل ما أرادت ملاك أن تقوله من خلال حكايتها في هذه الكلمات: ' الاشياء لا تبدو بأبعادها الحقيقية في المرايا الجانبية... انظري في عيني مرآتك قبل أن يمضي النهار و انتقي ما يناسب روحك من ألوان ... كوني العطاء حيث تقفين واثقة من موقع خطواتك المودية اليك دون أن تكوني الضحية.... لن أتحدث كثيراً عن الرواية، ولعلني سأكتفي بما قدمته هذه الثلة الأنيقة من الأدباء من قراءات في متن الرواية ... فقط كلي رجاء أن تترك في أرواح قرائها بعض من صدى أثيرلا يرحل... اختم كلمتي بمحاولة أخيرة للتعبير عن بعض سعادتي بحضوركم، و التي يصعب حصرها بين دفتي الأبجدية...
ويرى الشاعر د. خلدون منيعم في ورقته النقدية المعنونة 'بمديح الألم أو الزمن مستعادا ضد نفسه أن الخطاب الإبداعي في روزنامة نهض على قراءة سُوسْيولوجِيَّةٌ بؤرتها تعطيل الفعل الجمالي-الأنوثة لمصلحة هيمنة الفاعل الدلالي-الذكورة، إنها الخسارة المرة والخسران المبين عندما يفقد الفاعل مداد فعله الجمالي، غير أن مضمر الخطاب فيه يحتكم لنسقية تنقض ظاهره؛ فتقاليد الكتابة النسوية ومقاليدها تتغيّا الهجائية لعوالم الذكورة المهيمنة غير أنها في جوانيّاتها تنبني على مدائح ناهضة لتلك العوالم، ومرجعية هذا النسق تكمن في السلطة البطرياركية ـ الفقهية في منظومة الثقافة العربية.
وفي نقد للأستاذ محمد العامري قال: تندرج رواية الكاتبة لينا جرار'روزنامة ' في مفاهيم الكتابة الأقرب إلى الذاتية بوصفها فعلا جمعيا مشتركا وتبتعد كذلك عن السيرة بمفهومها المتعارف علية لكنها تتغذى من أحداث السيرة ومفارقاتها اليومية في الأزمنة والأمكنة على حد سواء ، بل تشكل مؤونتها الرئيسة في تثوير السرد وإعطائه قيما واقعية تخص معظم الناس وخاصة المرأة العربية . ونرى الى أنها كتابة تشير بشكل غير مباشر الى طبقية الجنس البشري الذي قسم الكائنات الى قسمين الفاعل والذي يقع عليه الفعل ، اي اقرب الى الكشف عن مفاهيم الجندرية الجديدة ، وهذه المنظومة تم تدعيمها عبر القانون الديني والبيولوجي وصولا الى قانون الطبيعة ، فما تذهب اليه جرار هو محاولات دؤوبة لايجاد مناخات مقاومة ضد تلك المفاهيم من خلال الكشف عن ضعف المنظومة الاجتماعية في الدفاع عن وجود الأنثى ككائن سوي ,من حقه ان يفعل لا ان يكون ضحية لوقوع الفعل . ان دخول مصطلح الأدب النسوي في حقلا لمدونات الثقافية والنقدية في منتصف السبعينيات من القرن الفائت ، ويشير المصطلح الى الادب الذي تكتبه المرأة ، اي ان المصطلح ارتبط بمفهوم الجنسانية للمرأة واعتقد ان هذا ساهم في الكشف عن الفقر النظري للمصطلح نفسه ويشكل بالنسبة لي فصلا جنسويا غير مبررا وفرقة بين في الروح الانسانية التي تنتج الابداع بمفهومه الانساني المطلق، واعتقد ان مثل هذا التشخيص ادخلنا في مناخات شبه اجبارية للنظر الى الادب النسوي من كوة ضيقة تتجلى في طبيعة المرأة ومفاهيمها الاجتماعية في مجتمعات في الاصل تنظر اليها كضلع اعوج ، فالنظرة اليها بوصفها كاتبة انثى الى نظرة عرجاء فيما يخصها من كتابة او اي فعل انساني .
فالكاتبة جرّار تكشف بشكل فني عن زيف الثقافة التراكمية للمجتمعات العربية في طبيعة النظر الى الانثى كما لو انها تقول: ان الوأدية لم تنتهي بعد فهناك تمظهرات جديدة لثقافة الوأد عبر مصادرة حقوق تواجدها بشكل طبيعي في سياقات الحياة بعيدا عن الوصاية التي تلاحقها في البيت والشارع ومكان العمل . وهذا النمط من الكتابة ساهم في ابراز قيم جديدة في الكتابة تؤسس لقراءات سسيولوجية لمجتمعاتنا العربية وصولا الى الكشف عن المسكوت عنه عبر مناخات الفن والادب كون الكتابة تحتمل المواربة والتورية في آن . ان رواية لينا جرار هي بمثابة جرح غائر في تاريخ النفس الانثوية، التي لم تزل تعاني من سطوة السلطة الاجتماعية التي بنيت على الفعل الذكوري في شتى مناحي الحياة ، والامر ليس مرتبطا بمشهدية الديمقراطية والكرنفاليات التي تؤثث حياتنا باحتفاءات باهتة لنصرة المراة بل الانكى من ذلك هي طريقة التفكير السرية بهذا الكائن، واعتقد ان المناخ الديني والقبلي والسياسي قد ساهم في زرع تلك القيم المغلوطة ، ومن ابسطها سجن الجسد في اغطية ثقيلة كمحرم مطلق ، ومتابعة التجاوزات من وجهة نظرهم لتلك التمظهرات من باب تأكيد الاقصاء ، فارى الى ما ذهبت اليه لينا في بداية روايتها في الثورة على محو الاسم ورفضت ان تنعت بام فلان وتمسكت باسمها 'ملاك' وهذه اشارة واضحة على متطلبات المحو الاولى لوجود الانثى كتقليد اجتماعي بعيدا عن الدين ، كون العرف في كثير من الاحيان يتجاوز الدين وتشريعاته . واعتقد ان كثير من النساء اللواتي كتبن في هذا الجانب من الناحية الفلسفية و كشفت بعض كتابات النساءعن التناقضات التى تسود الفكر الذكورى الموروث. ومن هذه الكتابات،'عائشة التيمورية , وكوكب حفنى ناصف , وباحثة البادية , ومى زيادة , وأمينة السعيد , ولطيفة الزيات , وكوليت خورى , ونوال السعداوى , وفاطمةالمرنيسى , ونهاد صليحة , وسلوى بكر , ويسرى المقدم , وعلوية صبح , ومنى حلمى , وسمري زبك , وأمنية أمين , وزليخه ابو ريشة وغيرهن كثيرات'، اعتقد ان جرار قد اراحت نفسها من التنظير والتهويل ونقلت عبر لغة سردية مشفوعة بشعرية اللغة الى تتبع لاحداث وقعت عليها وامامها من بداية زمن روايتها في العام 1992 لتعكس طبيعة الانسان وتجلياته الكاذبة في بدايات العلاقات الانسانية كما لو انها فخ يتحصن به الرجل للايقاع بالانثى ثم يكشف عن هويته الشخصية الداخلية تجاه زوجته ويعلن عن موروث خرب توارثه من مجتمع لم يتجاوز الوأدية بتجلياتها المتعددة، وتتابع الكاتبة في روايتها رصد تلك الاحداث في امكنة متعددة وبازمان ايضا متباعدة الى حد ما ، فهي تنسج سردياتها بين السيرة الشخصية والهم الجمعي العام ، واعتقد ان المواربة التي وقعت فيها جرار بين السيرة والرواية هي جزء من المحاولة للنجاة من كونها سيرة لانها ستحاكم على وثائق اجتماعية فذهبت الى تسريد سيرتها بلغة الرواية ، والتي جاءت عبر مسارات تشويقية ماكرة ، عبر تعميق السرد بشعرنة اللغة ، بل افتتحت كل فصل من فصول الرواية بمقاطع شعرية ذات بعد تأويلي يحيل القاري الى عتبات جديدة لكل فصل من فصول الرواية ، فبدء من الارهاصات الاولى وصولا الى علاقة البطلة ملاك بوسام نستطيع ان نقبض على مغاور الالم الذي يجتاح البطلة من تقلبات المجتمع والرجل في آن ، بل تشكل رحلة واضحة لمقطع من ألم الكائن الانثوي في عالمنا العربي . وقام بعض الأشخاص بالمشاركة في الأسألة والنقد حول الرواية وإجيب على جميع الأسالة وباركوا للكاتبة الأردنية لينا جرار على هذة الرواية الجميلة .
التعليقات