عمان جو - احمد حسن الزعبي
سؤال يراودني كل لحظة ولا أجد إجابة شافية له.. لكن كل الذي اعرفه أن الوطن مثل الأم.. إذا كانت مقبلة على الحياة وقوية وجميلة..كل الأسرة تكون مثلها.. وإذا عجزت ومرضت وشاخت وذبلت .. كل الأسرة تذبل وتشيخ معها..
أتذكر الأردن في بداية الثمانينات كيف كان مقبلاً على الحياة.. وطن في الثلاثين من عمره.. رائحة الإسمنت تفوح من مدنه الجديدة، حركة عمرانية مذهلة، كل الأردنيين يهجرون بيوت الطين ويبنون الطوب والبيوت الحديثة، الشاحنات أساطيل تزحف إلى العراق والخليج وشمال إفريقيا، كل يوم تحدّثنا نشرة الأخبار عن بناء مدرسة جديدة وكل سنة افتتاح جامعة جديدة، ومعهد وكلية ومستشفى جديد.. صورة «قص الشريط» أو فتح الستارة عن المنشآت الجديدة كانت الصورة الأكثر تداولاً في افتتاحيات الصحف، كانت صوراً حقيقية لم تكن مزيّفة ولا وهمية ولا باهتة، كانت أوراقنا بأيدينا؛ فوسفاتنا، بوتاسنا، مصفاتنا، اتصالاتنا، محطات التوليد .. بالمناسبة لم نكن دولة نفطية والآن جفّ نفطنا.. نحن كما نحن.. بنفس جغرافيتنا، ومواردنا وسواعدنا ... الفرق الوحيد أننا كنا ندير مواردنا بشكل أمثل.. وكان هناك ارادة حقيقية تريد أن تجعل الأردن الأقوى والأرقى بين دون المنطقة.. وكان هناك إرادة حقيقية تريد أن تجعل الأردني مرتاحاً كريماً عزيزاً متفوّقاً على غيره في المنطقة.. في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، كان يتردّد المعلم والعسكري كثيراً إذا ما جاءته فرصة عمل في الخليج وكثير منهم كان يستنكف عن الذهاب ويفضل البقاء في بلده.. المفاضلة كانت غريبة، كان يقول الأردني وقتذاك: ها أنا في بلدي معزز مكرّم.. لماذا الاغتراب!! صحيح أن الدخل سيفرق قليلاً لكنه ليس ذلك الفرق الكبير.. لذا لم يكن يغترب حينذاك سوى المدين أو الباحث عن تحسين وضع لسنة او سنتين ثم العودة.. أراقب المشهد الآن، تغيّر الوضع كثيراً، عدم التقهقر والانهيار يعتبره البعض انجازاً، الركود يخيّم على القطاعات، العدالة غائبة، والفساد يعم، والأردني في سجن كبير يريد الهروب منه تحت أي مسمى وبأي فرصة تتاح له ومهما كان الدخل ضعيفاً وظروف الاغتراب رديئة... ترى لم وصلنا إلى هذا الحال؟..وكيف الخروج منه!.. هل شاخت الأوطان وشخنا معها..أم أودعت قسراً بدار العجزة؟؟!!.
ahmedalzoubi@hotmail.com
عمان جو - احمد حسن الزعبي
سؤال يراودني كل لحظة ولا أجد إجابة شافية له.. لكن كل الذي اعرفه أن الوطن مثل الأم.. إذا كانت مقبلة على الحياة وقوية وجميلة..كل الأسرة تكون مثلها.. وإذا عجزت ومرضت وشاخت وذبلت .. كل الأسرة تذبل وتشيخ معها..
أتذكر الأردن في بداية الثمانينات كيف كان مقبلاً على الحياة.. وطن في الثلاثين من عمره.. رائحة الإسمنت تفوح من مدنه الجديدة، حركة عمرانية مذهلة، كل الأردنيين يهجرون بيوت الطين ويبنون الطوب والبيوت الحديثة، الشاحنات أساطيل تزحف إلى العراق والخليج وشمال إفريقيا، كل يوم تحدّثنا نشرة الأخبار عن بناء مدرسة جديدة وكل سنة افتتاح جامعة جديدة، ومعهد وكلية ومستشفى جديد.. صورة «قص الشريط» أو فتح الستارة عن المنشآت الجديدة كانت الصورة الأكثر تداولاً في افتتاحيات الصحف، كانت صوراً حقيقية لم تكن مزيّفة ولا وهمية ولا باهتة، كانت أوراقنا بأيدينا؛ فوسفاتنا، بوتاسنا، مصفاتنا، اتصالاتنا، محطات التوليد .. بالمناسبة لم نكن دولة نفطية والآن جفّ نفطنا.. نحن كما نحن.. بنفس جغرافيتنا، ومواردنا وسواعدنا ... الفرق الوحيد أننا كنا ندير مواردنا بشكل أمثل.. وكان هناك ارادة حقيقية تريد أن تجعل الأردن الأقوى والأرقى بين دون المنطقة.. وكان هناك إرادة حقيقية تريد أن تجعل الأردني مرتاحاً كريماً عزيزاً متفوّقاً على غيره في المنطقة.. في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، كان يتردّد المعلم والعسكري كثيراً إذا ما جاءته فرصة عمل في الخليج وكثير منهم كان يستنكف عن الذهاب ويفضل البقاء في بلده.. المفاضلة كانت غريبة، كان يقول الأردني وقتذاك: ها أنا في بلدي معزز مكرّم.. لماذا الاغتراب!! صحيح أن الدخل سيفرق قليلاً لكنه ليس ذلك الفرق الكبير.. لذا لم يكن يغترب حينذاك سوى المدين أو الباحث عن تحسين وضع لسنة او سنتين ثم العودة.. أراقب المشهد الآن، تغيّر الوضع كثيراً، عدم التقهقر والانهيار يعتبره البعض انجازاً، الركود يخيّم على القطاعات، العدالة غائبة، والفساد يعم، والأردني في سجن كبير يريد الهروب منه تحت أي مسمى وبأي فرصة تتاح له ومهما كان الدخل ضعيفاً وظروف الاغتراب رديئة... ترى لم وصلنا إلى هذا الحال؟..وكيف الخروج منه!.. هل شاخت الأوطان وشخنا معها..أم أودعت قسراً بدار العجزة؟؟!!.
ahmedalzoubi@hotmail.com
عمان جو - احمد حسن الزعبي
سؤال يراودني كل لحظة ولا أجد إجابة شافية له.. لكن كل الذي اعرفه أن الوطن مثل الأم.. إذا كانت مقبلة على الحياة وقوية وجميلة..كل الأسرة تكون مثلها.. وإذا عجزت ومرضت وشاخت وذبلت .. كل الأسرة تذبل وتشيخ معها..
أتذكر الأردن في بداية الثمانينات كيف كان مقبلاً على الحياة.. وطن في الثلاثين من عمره.. رائحة الإسمنت تفوح من مدنه الجديدة، حركة عمرانية مذهلة، كل الأردنيين يهجرون بيوت الطين ويبنون الطوب والبيوت الحديثة، الشاحنات أساطيل تزحف إلى العراق والخليج وشمال إفريقيا، كل يوم تحدّثنا نشرة الأخبار عن بناء مدرسة جديدة وكل سنة افتتاح جامعة جديدة، ومعهد وكلية ومستشفى جديد.. صورة «قص الشريط» أو فتح الستارة عن المنشآت الجديدة كانت الصورة الأكثر تداولاً في افتتاحيات الصحف، كانت صوراً حقيقية لم تكن مزيّفة ولا وهمية ولا باهتة، كانت أوراقنا بأيدينا؛ فوسفاتنا، بوتاسنا، مصفاتنا، اتصالاتنا، محطات التوليد .. بالمناسبة لم نكن دولة نفطية والآن جفّ نفطنا.. نحن كما نحن.. بنفس جغرافيتنا، ومواردنا وسواعدنا ... الفرق الوحيد أننا كنا ندير مواردنا بشكل أمثل.. وكان هناك ارادة حقيقية تريد أن تجعل الأردن الأقوى والأرقى بين دون المنطقة.. وكان هناك إرادة حقيقية تريد أن تجعل الأردني مرتاحاً كريماً عزيزاً متفوّقاً على غيره في المنطقة.. في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، كان يتردّد المعلم والعسكري كثيراً إذا ما جاءته فرصة عمل في الخليج وكثير منهم كان يستنكف عن الذهاب ويفضل البقاء في بلده.. المفاضلة كانت غريبة، كان يقول الأردني وقتذاك: ها أنا في بلدي معزز مكرّم.. لماذا الاغتراب!! صحيح أن الدخل سيفرق قليلاً لكنه ليس ذلك الفرق الكبير.. لذا لم يكن يغترب حينذاك سوى المدين أو الباحث عن تحسين وضع لسنة او سنتين ثم العودة.. أراقب المشهد الآن، تغيّر الوضع كثيراً، عدم التقهقر والانهيار يعتبره البعض انجازاً، الركود يخيّم على القطاعات، العدالة غائبة، والفساد يعم، والأردني في سجن كبير يريد الهروب منه تحت أي مسمى وبأي فرصة تتاح له ومهما كان الدخل ضعيفاً وظروف الاغتراب رديئة... ترى لم وصلنا إلى هذا الحال؟..وكيف الخروج منه!.. هل شاخت الأوطان وشخنا معها..أم أودعت قسراً بدار العجزة؟؟!!.
ahmedalzoubi@hotmail.com
التعليقات