عمان جو - حينما كان “جيمس باري” على فراش الموت في يوليو عام 1865، وهو الجراح الإنكليزي الذي أجرى واحدة من أوائل عمليات الولادة القيصرية الناجحة، وتسبب في نجاة كل أم من الموت أثناء المخاض وإلحاق الأذى بجنينها، وأنقذ عددًا لا يُحصى من الأرواح التي عملت في الجيش البريطاني، اكتشف عند وفاته في المستشفى الملكي البريطاني بعد أن قضى 52 عاما في السلك العسكري أنه كان “أنثى”.
عاش “باري” حياته كلها مخفيًا هويته البيولوجية الحقيقية، التي وُلد بها كـ”مارغريت آن باكلي”؛ وذلك للحصول على فرص أفضل بالتعليم والجيش والالتحاق بكلية الطب، إذ أن في عصرها كان لدى الفتيات اختيارات وظيفية محدودة، ولم يكن الطب من بينها.
أعراض انسحاب.. ماذا يحدث للدماغ عندما تتخلى عن السكر؟إقرأ أيضاً:
على الرغم من أن تاريخ ولادة “مارغريت” غير معروف بدقة، إلا أنها من المرجح أنها وُلدت نحو عام 1790 في كورك، أيرلندا، وكانت الطفلة الثانية لوالديها “ماري” و”أرميا آن باكلي”، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنها اُغتصبت من أحد أقاربها، وأنجبت طفلا ربته أمها.
لم يكن التعليم الرسمي متاحًا للنساء في ذلك الوقت، وبالتالي كان هناك وظائف محدودة جدًا، وأُحبطت “مارغريت” بسبب افتقارها إلى الخيارات، وكان قد بدأ اهتمامها بالطب في سن المراهقة، ولا شيء كان من الممكن أن يقف أمام طموحها، خاصة بعد رحيل أسرتها إلى لندن، حيث دعمها عمها، رسام وعضو في الأكاديمية الملكية، في ممارسة الطب.
عندما اقتربت “مارغريت” من سن الـ18، تُوفي عمها، داعمها الأول، وعندها انتحلت اسمه وبات اسمها من الآن “جيمس باري”، أخفت هويتها، وبالاستفادة من الثروة التي تركها عمها لها، التحقت كـ”طالب” في كلية الطب في إدنبرة باسم “جيمس باري”.
أثار نبرة الصوت، وطول القامة، والجلد الناعم، شبهات العديد من نظرائها في كلية الطب، لا في كونها فتاة، فقد كان الأمر مستبعدا تماما، لكن في أن يكون “باري” صغيرا جدا، فعلى الرغم من عمره البالغ 22 عاما بحسب الأوراق المُقدمة، إلا أنه بدا في الـ 12 عاما فقط.
قلعة زفرا.. من حصين منيع إلى “برج البهجة” في GAME OF THRONESإقرأ أيضاً:
كان “باري” جيدا جدا في صنع أصدقاء من أصحاب النفوذ، من ضمنهم حاكم مقاطعة بوشان، أيرلندا، وكان حاملا للقب النبيل “إيرل”، وطلب منه التدخل عندما اعتبرت الجامعة “باري” صغيرًا جدا لدخول الامتحان الذي من شأنه أن يمنحه شهادته في ممارسة الطب.
بعد اجتياز الامتحان، قدم “باري” طلبا للالتحاق بالجيش، وبالفعل سافر إلى جميع أنحاء العالم كعضو في الجيش البريطاني، كمساعد في المستشفى أولا، ومن ثم كفرد من طاقم الجراحين، إلى أن وصل إلى منصب كبير الجراحين في المستشفى الملكي البريطاني.
سافر إلى كيب تاون، جنوب إفريقيا، وموريشيوس دولة في شرق إفريقيا، والتقى باللورد “تشارلز سومرست”، حاكم كيب تاون، وبـ”فلورنس نايتينجيل”، رائدة التمريض الحديث، والتي وصفت “باري” بأنه “الشخص الأكثر صلابة الذي قابلته في حياتها”.
تحت هذا المظهر الخارجي الخشن كرجل، كان بداخله قلب طيب حارب من أجل الضعفاء، عالج المساجين والمشردين ومن في الملاجئ، وطالب بتحسين الظروف الصحية والإدارية في المؤسسات التي يعمل بها الفقراء حتى أنه نفذ نظاما أفضل لشبكة مياه الشرب في مدينة كيب تاون، وعالج كل من التمس مساعدته، الأغنياء والفقراء، والعبيد وأصحاب العبيد.
أُجبر “جيمس باري” على التقاعد من الجيش عام 1859؛ لأنه أصبح مريضا جدا نتيجة تقدمه في العمر وإصابته بمرض الدوسنتاريا، وتُوفي عام 1865، عن عمر يناهز الـ70 تقريبا.
لن تصدق.. هكذا أصبح شكل الأطفال المشاهير في الأفلام والمسلسلات القديمةإقرأ أيضاً:
شاعت الأخبار عن هوية “جيمس باري” الحقيقية بعد موته، عندما تم تسريب الرسائل التي بعثها طبيبه الرائد “د. ر. مكنون”، حيث كتب في إحدى خطاباته: “هوية جيمس باري الحقيقة ليست من شأني”، ولم يشتبه العديد في الهوية الأصلية لـ”باري” خلال حياته، ولكن بعد وفاته والكشف الصادم، قال العديد من معارفه إنهم خمنوا ذلك منذ وقت طويل.
الآن، يُعد “جيمس باري” أو “مارغريت آن باكلي” شخصية هامة في الطب البريطاني في القرن التاسع عشر، وفي عام 2017، اعتبر المسؤولون في بريطانيا قبر “مارغريت” موقعا ذا أهمية تاريخية في تشكيل تاريخ البلاد.
في ذلك الوقت، قال وزير التراث والسياحة “جون غلين”: “من الضروري أن نتذكر جميع المجتمعات التي شكلت ماضينا، ويسعدني أننا نعترف بالإسهام الكبير الذي قدمه هؤلاء الأشخاص البارزون من أجل الأجيال المقبلة”.
عمان جو - حينما كان “جيمس باري” على فراش الموت في يوليو عام 1865، وهو الجراح الإنكليزي الذي أجرى واحدة من أوائل عمليات الولادة القيصرية الناجحة، وتسبب في نجاة كل أم من الموت أثناء المخاض وإلحاق الأذى بجنينها، وأنقذ عددًا لا يُحصى من الأرواح التي عملت في الجيش البريطاني، اكتشف عند وفاته في المستشفى الملكي البريطاني بعد أن قضى 52 عاما في السلك العسكري أنه كان “أنثى”.
عاش “باري” حياته كلها مخفيًا هويته البيولوجية الحقيقية، التي وُلد بها كـ”مارغريت آن باكلي”؛ وذلك للحصول على فرص أفضل بالتعليم والجيش والالتحاق بكلية الطب، إذ أن في عصرها كان لدى الفتيات اختيارات وظيفية محدودة، ولم يكن الطب من بينها.
أعراض انسحاب.. ماذا يحدث للدماغ عندما تتخلى عن السكر؟إقرأ أيضاً:
على الرغم من أن تاريخ ولادة “مارغريت” غير معروف بدقة، إلا أنها من المرجح أنها وُلدت نحو عام 1790 في كورك، أيرلندا، وكانت الطفلة الثانية لوالديها “ماري” و”أرميا آن باكلي”، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنها اُغتصبت من أحد أقاربها، وأنجبت طفلا ربته أمها.
لم يكن التعليم الرسمي متاحًا للنساء في ذلك الوقت، وبالتالي كان هناك وظائف محدودة جدًا، وأُحبطت “مارغريت” بسبب افتقارها إلى الخيارات، وكان قد بدأ اهتمامها بالطب في سن المراهقة، ولا شيء كان من الممكن أن يقف أمام طموحها، خاصة بعد رحيل أسرتها إلى لندن، حيث دعمها عمها، رسام وعضو في الأكاديمية الملكية، في ممارسة الطب.
عندما اقتربت “مارغريت” من سن الـ18، تُوفي عمها، داعمها الأول، وعندها انتحلت اسمه وبات اسمها من الآن “جيمس باري”، أخفت هويتها، وبالاستفادة من الثروة التي تركها عمها لها، التحقت كـ”طالب” في كلية الطب في إدنبرة باسم “جيمس باري”.
أثار نبرة الصوت، وطول القامة، والجلد الناعم، شبهات العديد من نظرائها في كلية الطب، لا في كونها فتاة، فقد كان الأمر مستبعدا تماما، لكن في أن يكون “باري” صغيرا جدا، فعلى الرغم من عمره البالغ 22 عاما بحسب الأوراق المُقدمة، إلا أنه بدا في الـ 12 عاما فقط.
قلعة زفرا.. من حصين منيع إلى “برج البهجة” في GAME OF THRONESإقرأ أيضاً:
كان “باري” جيدا جدا في صنع أصدقاء من أصحاب النفوذ، من ضمنهم حاكم مقاطعة بوشان، أيرلندا، وكان حاملا للقب النبيل “إيرل”، وطلب منه التدخل عندما اعتبرت الجامعة “باري” صغيرًا جدا لدخول الامتحان الذي من شأنه أن يمنحه شهادته في ممارسة الطب.
بعد اجتياز الامتحان، قدم “باري” طلبا للالتحاق بالجيش، وبالفعل سافر إلى جميع أنحاء العالم كعضو في الجيش البريطاني، كمساعد في المستشفى أولا، ومن ثم كفرد من طاقم الجراحين، إلى أن وصل إلى منصب كبير الجراحين في المستشفى الملكي البريطاني.
سافر إلى كيب تاون، جنوب إفريقيا، وموريشيوس دولة في شرق إفريقيا، والتقى باللورد “تشارلز سومرست”، حاكم كيب تاون، وبـ”فلورنس نايتينجيل”، رائدة التمريض الحديث، والتي وصفت “باري” بأنه “الشخص الأكثر صلابة الذي قابلته في حياتها”.
تحت هذا المظهر الخارجي الخشن كرجل، كان بداخله قلب طيب حارب من أجل الضعفاء، عالج المساجين والمشردين ومن في الملاجئ، وطالب بتحسين الظروف الصحية والإدارية في المؤسسات التي يعمل بها الفقراء حتى أنه نفذ نظاما أفضل لشبكة مياه الشرب في مدينة كيب تاون، وعالج كل من التمس مساعدته، الأغنياء والفقراء، والعبيد وأصحاب العبيد.
أُجبر “جيمس باري” على التقاعد من الجيش عام 1859؛ لأنه أصبح مريضا جدا نتيجة تقدمه في العمر وإصابته بمرض الدوسنتاريا، وتُوفي عام 1865، عن عمر يناهز الـ70 تقريبا.
لن تصدق.. هكذا أصبح شكل الأطفال المشاهير في الأفلام والمسلسلات القديمةإقرأ أيضاً:
شاعت الأخبار عن هوية “جيمس باري” الحقيقية بعد موته، عندما تم تسريب الرسائل التي بعثها طبيبه الرائد “د. ر. مكنون”، حيث كتب في إحدى خطاباته: “هوية جيمس باري الحقيقة ليست من شأني”، ولم يشتبه العديد في الهوية الأصلية لـ”باري” خلال حياته، ولكن بعد وفاته والكشف الصادم، قال العديد من معارفه إنهم خمنوا ذلك منذ وقت طويل.
الآن، يُعد “جيمس باري” أو “مارغريت آن باكلي” شخصية هامة في الطب البريطاني في القرن التاسع عشر، وفي عام 2017، اعتبر المسؤولون في بريطانيا قبر “مارغريت” موقعا ذا أهمية تاريخية في تشكيل تاريخ البلاد.
في ذلك الوقت، قال وزير التراث والسياحة “جون غلين”: “من الضروري أن نتذكر جميع المجتمعات التي شكلت ماضينا، ويسعدني أننا نعترف بالإسهام الكبير الذي قدمه هؤلاء الأشخاص البارزون من أجل الأجيال المقبلة”.
عمان جو - حينما كان “جيمس باري” على فراش الموت في يوليو عام 1865، وهو الجراح الإنكليزي الذي أجرى واحدة من أوائل عمليات الولادة القيصرية الناجحة، وتسبب في نجاة كل أم من الموت أثناء المخاض وإلحاق الأذى بجنينها، وأنقذ عددًا لا يُحصى من الأرواح التي عملت في الجيش البريطاني، اكتشف عند وفاته في المستشفى الملكي البريطاني بعد أن قضى 52 عاما في السلك العسكري أنه كان “أنثى”.
عاش “باري” حياته كلها مخفيًا هويته البيولوجية الحقيقية، التي وُلد بها كـ”مارغريت آن باكلي”؛ وذلك للحصول على فرص أفضل بالتعليم والجيش والالتحاق بكلية الطب، إذ أن في عصرها كان لدى الفتيات اختيارات وظيفية محدودة، ولم يكن الطب من بينها.
أعراض انسحاب.. ماذا يحدث للدماغ عندما تتخلى عن السكر؟إقرأ أيضاً:
على الرغم من أن تاريخ ولادة “مارغريت” غير معروف بدقة، إلا أنها من المرجح أنها وُلدت نحو عام 1790 في كورك، أيرلندا، وكانت الطفلة الثانية لوالديها “ماري” و”أرميا آن باكلي”، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنها اُغتصبت من أحد أقاربها، وأنجبت طفلا ربته أمها.
لم يكن التعليم الرسمي متاحًا للنساء في ذلك الوقت، وبالتالي كان هناك وظائف محدودة جدًا، وأُحبطت “مارغريت” بسبب افتقارها إلى الخيارات، وكان قد بدأ اهتمامها بالطب في سن المراهقة، ولا شيء كان من الممكن أن يقف أمام طموحها، خاصة بعد رحيل أسرتها إلى لندن، حيث دعمها عمها، رسام وعضو في الأكاديمية الملكية، في ممارسة الطب.
عندما اقتربت “مارغريت” من سن الـ18، تُوفي عمها، داعمها الأول، وعندها انتحلت اسمه وبات اسمها من الآن “جيمس باري”، أخفت هويتها، وبالاستفادة من الثروة التي تركها عمها لها، التحقت كـ”طالب” في كلية الطب في إدنبرة باسم “جيمس باري”.
أثار نبرة الصوت، وطول القامة، والجلد الناعم، شبهات العديد من نظرائها في كلية الطب، لا في كونها فتاة، فقد كان الأمر مستبعدا تماما، لكن في أن يكون “باري” صغيرا جدا، فعلى الرغم من عمره البالغ 22 عاما بحسب الأوراق المُقدمة، إلا أنه بدا في الـ 12 عاما فقط.
قلعة زفرا.. من حصين منيع إلى “برج البهجة” في GAME OF THRONESإقرأ أيضاً:
كان “باري” جيدا جدا في صنع أصدقاء من أصحاب النفوذ، من ضمنهم حاكم مقاطعة بوشان، أيرلندا، وكان حاملا للقب النبيل “إيرل”، وطلب منه التدخل عندما اعتبرت الجامعة “باري” صغيرًا جدا لدخول الامتحان الذي من شأنه أن يمنحه شهادته في ممارسة الطب.
بعد اجتياز الامتحان، قدم “باري” طلبا للالتحاق بالجيش، وبالفعل سافر إلى جميع أنحاء العالم كعضو في الجيش البريطاني، كمساعد في المستشفى أولا، ومن ثم كفرد من طاقم الجراحين، إلى أن وصل إلى منصب كبير الجراحين في المستشفى الملكي البريطاني.
سافر إلى كيب تاون، جنوب إفريقيا، وموريشيوس دولة في شرق إفريقيا، والتقى باللورد “تشارلز سومرست”، حاكم كيب تاون، وبـ”فلورنس نايتينجيل”، رائدة التمريض الحديث، والتي وصفت “باري” بأنه “الشخص الأكثر صلابة الذي قابلته في حياتها”.
تحت هذا المظهر الخارجي الخشن كرجل، كان بداخله قلب طيب حارب من أجل الضعفاء، عالج المساجين والمشردين ومن في الملاجئ، وطالب بتحسين الظروف الصحية والإدارية في المؤسسات التي يعمل بها الفقراء حتى أنه نفذ نظاما أفضل لشبكة مياه الشرب في مدينة كيب تاون، وعالج كل من التمس مساعدته، الأغنياء والفقراء، والعبيد وأصحاب العبيد.
أُجبر “جيمس باري” على التقاعد من الجيش عام 1859؛ لأنه أصبح مريضا جدا نتيجة تقدمه في العمر وإصابته بمرض الدوسنتاريا، وتُوفي عام 1865، عن عمر يناهز الـ70 تقريبا.
لن تصدق.. هكذا أصبح شكل الأطفال المشاهير في الأفلام والمسلسلات القديمةإقرأ أيضاً:
شاعت الأخبار عن هوية “جيمس باري” الحقيقية بعد موته، عندما تم تسريب الرسائل التي بعثها طبيبه الرائد “د. ر. مكنون”، حيث كتب في إحدى خطاباته: “هوية جيمس باري الحقيقة ليست من شأني”، ولم يشتبه العديد في الهوية الأصلية لـ”باري” خلال حياته، ولكن بعد وفاته والكشف الصادم، قال العديد من معارفه إنهم خمنوا ذلك منذ وقت طويل.
الآن، يُعد “جيمس باري” أو “مارغريت آن باكلي” شخصية هامة في الطب البريطاني في القرن التاسع عشر، وفي عام 2017، اعتبر المسؤولون في بريطانيا قبر “مارغريت” موقعا ذا أهمية تاريخية في تشكيل تاريخ البلاد.
في ذلك الوقت، قال وزير التراث والسياحة “جون غلين”: “من الضروري أن نتذكر جميع المجتمعات التي شكلت ماضينا، ويسعدني أننا نعترف بالإسهام الكبير الذي قدمه هؤلاء الأشخاص البارزون من أجل الأجيال المقبلة”.
التعليقات