عمان جو - عبدالهادي راجي المجالي قبل ثلاثة اشهر بالتمام والكمال مررت عليه , في العقبة ...كانت الساعة (11) صباحا وتأخرت نصف ساعة عن الموعد لأني لم أجد مكانا لسيارتي ..وكانت تلك المرة الأولى التي أزور فيها مفوضية العقبة ...المهم دخلت وجلسنا واشعلت سيجارتي ...وهو لم يتحدث وإنما كان يجرني للحديث ...وبدأ سؤاله على النحو التالي :- كيف شايف الوضع ؟ قلت له :- أنت تحب التاريخ ومسكون به ..دعني اقول لك شيئا , أو سرا عن الدولة الأردنية ..وانا لا أمارس التنظير أو المعرفة ..إنما هو قلب الصحفي حين يبوح بالوجع ..يكون صادقا ذاك أن القلب حين يحترف الفصحى ووجع الناس لا يضع حاجزا .. أتدري (ابو فوزي) ..أننا من عام (48) وحتى عام (67) خضنا ما يقارب (63) معركة مع إسرائيل خسرنا بعضها وانتصرنا في بعضها ...كانت موازنة الدولة الأردنية وقتها أقل من ميزانية سلاح الطيران الإسرائيلي ...ومع ذلك لم ننكسر , وبقيت الدولة ..أتدري أين يكمن السر أنه يكمن في أن الدولة لم تكن تركز وقتها على التنمية , أو الإقتصاد بقدر ما استثمرت في بناء إرادة الأردني ومعنوياته ..ونجح إستثمارها ..حتى في العام (67) حين إحتلت إسرائيل نصف الدولة الأردنية , أعادت الحكومات وقتها إنتاج الإرادة وركزت على رفع المعنويات ...وفي العام (70) حين احتلت شوارع عمان لم يكن وصفي التل زعيما بقدر ما كان تعبيرا وصورة لمعنويات الناس وإرادتهم ...حتى العام 91 حين اغلقت الحدود وقاطعنا العرب ...إستثمر الراحل الحسين في معنويات الناس وحين أرتفعت تلك المعنويات إنتصرنا على ظرف إقتصادي كان من اخطر ما مر علينا... الأردني حين تشن حربا عليه , أو يواجه عدوا تنتصر معنوياته ..ولكن مشكلتنا الحالية أننا عاجزون عن تشخيص العلة – والحديث موجه للملقي- وهي أن حكومة النسور مارست حربا على معنويات الناس بأبشع صورها ...الان يا صديقي نحن نمر بأسوأ معنويات ..وبإرادة متعبة ...صدقني أن المقاتل ينتصر حين تكون معنويته عالية , ويهزم حتى لو كان مدججا بأحدث انواع الاسلحة ...حين تكون معنوياته مهزوزة ... إن رصيد الأردني من الحياة هو الإرادة والكرامة , وما يمارس الان من قبل تلك الحكومة هو إعتداء سافر على الإرادة ... دولة الرئيس ...دعني أخاطبك الان بشكل يستكمل ذاك الحديث الذي خضناه في العقبة , وأنا لا أجرؤ على نصحك ذاك أنك الأكبر قدرا وعمرا ولكني أجرؤ أن أكتب لك فتاريخي في الصحافة يجيز ذلك لي ... هذه الجمعة توضأ في منزلك , وانزل لأداء الصلاة في المسجد الحسيني ..فهناك لايوجد كاميرا للتلفزيون تبث الصلاة , ولا كاميرات للصحفيين قلوب الناس هي التي ستصورك وعيونهم فقط ...هناك الأردن الحقيقي الذي ستدير إقتصاده ومصائر الجوعى فيه ...وحين تنهي صلاتك إذهب إلى سوق الجمعة الذي أعدته الأمانة ...بجانب مركز الحسين , اعرف أنك ستجد مئات البسطات من الملابس المستعملة والتي تسمى (باله) ...وستلمح أما في منتصف الثلاثين تفاصل بائعا على قميص لإبنها ...وستستغرب ربما لأن المبلغ الذي تفاصل عليه هو (35) قرشا ...وفي زاوية السوق , ستجد بائعا فتح علبتان من السردين ..فقد أمضى ليلته الماضية , في تحميل البضاعة ..ونسي جوع بطنه , شاركه لقمة الخبز ..حتى تعرف طعم الوجع حين يمتزج مع السردين ... وهناك أيضا , سيشتكي لك البعض من أن سوق الجمعة , فقط يومين وسيطالبون بتمديده , قل لهم ولو على سبيل جبر الخاطر أنك ستخاطب الأمانة في هذا الشأن ... قم بجولة في السوق , سترى شادي ..هل تعرف من هو شادي ؟ هو طفل في الصف الخامس ...يحمل مكوى , ومعه بابور ..ويقوم بما يسمونه في السوق (تحماية المكوى) وكوي الملابس المعلقة , وستستغرب أن هذا الطفل يؤدي عمله بشكل متقن , يتقاضى عن كل صف من الملابس دينارا واحد ...وستسأل شادي عن مدرسته , سيخبرك أنه طالب في مدرسة تقبع بمنطقة نائية في عمان الشرقية , وأنه يأتي للعمل ...كل جمعة من اجل مساعدة العائلة ..لا تحزن ولا تطلب من وزارة التنمية مساعدة عائلة شادي ..فالأردن كله اصبح مثل شادي ..فقط تعرف على حجم البؤس الذي إستولى حتى على قلوب أطفالنا ... ثمة محل اسفل السوق , لا اذكر إسمه , ولكنه يبيع الفول والفلافل والحمص تناول الغداء هناك مع الناس , وفيه رجل ستيني إسمه ابو محمود ..دعه يروي لك ...حجم ديونه , تخيل حتى الفلافل تباع لدينا بالدين ...وابو محمود طيب يطعم كل واحد ويسجل على دفتره , وقد تذمر لي من التحصيل فالمنطقة ...لم تعد مثل زمان ..والزبائن هم عمال وطن , وبعض البائعين على بسطات (الباله) ...يتأخرون في السداد ولكنهم في النهاية يدفعون .. صدقني دولة الرئيس التحدي ليس إقتصاديا فقط , وليس إجتماعيا ..هو تحدي بناء المعنويات وإعادة الثقة بالبلد ..فهل تستطيع فعل ذلك ...؟ سننتظرك يوم الجمعة في الحسيني كي تصلي معنا وفي الصف الرابع ...فهل ستقوى على إعادة ولو جزء من بناء الإرادة والمعنوية ...فقد قتلوا فينا الأمل قتلوا فينا الحلم ..قتلوا فينا النبض ...لهذا حتى طعم الكلام في فمي اصبح مرا وها أنا أكمل ما بدأت الحديث فيه لك حين كنت رئيسا لمفوضية العقبة.
عمان جو - عبدالهادي راجي المجالي قبل ثلاثة اشهر بالتمام والكمال مررت عليه , في العقبة ...كانت الساعة (11) صباحا وتأخرت نصف ساعة عن الموعد لأني لم أجد مكانا لسيارتي ..وكانت تلك المرة الأولى التي أزور فيها مفوضية العقبة ...المهم دخلت وجلسنا واشعلت سيجارتي ...وهو لم يتحدث وإنما كان يجرني للحديث ...وبدأ سؤاله على النحو التالي :- كيف شايف الوضع ؟ قلت له :- أنت تحب التاريخ ومسكون به ..دعني اقول لك شيئا , أو سرا عن الدولة الأردنية ..وانا لا أمارس التنظير أو المعرفة ..إنما هو قلب الصحفي حين يبوح بالوجع ..يكون صادقا ذاك أن القلب حين يحترف الفصحى ووجع الناس لا يضع حاجزا .. أتدري (ابو فوزي) ..أننا من عام (48) وحتى عام (67) خضنا ما يقارب (63) معركة مع إسرائيل خسرنا بعضها وانتصرنا في بعضها ...كانت موازنة الدولة الأردنية وقتها أقل من ميزانية سلاح الطيران الإسرائيلي ...ومع ذلك لم ننكسر , وبقيت الدولة ..أتدري أين يكمن السر أنه يكمن في أن الدولة لم تكن تركز وقتها على التنمية , أو الإقتصاد بقدر ما استثمرت في بناء إرادة الأردني ومعنوياته ..ونجح إستثمارها ..حتى في العام (67) حين إحتلت إسرائيل نصف الدولة الأردنية , أعادت الحكومات وقتها إنتاج الإرادة وركزت على رفع المعنويات ...وفي العام (70) حين احتلت شوارع عمان لم يكن وصفي التل زعيما بقدر ما كان تعبيرا وصورة لمعنويات الناس وإرادتهم ...حتى العام 91 حين اغلقت الحدود وقاطعنا العرب ...إستثمر الراحل الحسين في معنويات الناس وحين أرتفعت تلك المعنويات إنتصرنا على ظرف إقتصادي كان من اخطر ما مر علينا... الأردني حين تشن حربا عليه , أو يواجه عدوا تنتصر معنوياته ..ولكن مشكلتنا الحالية أننا عاجزون عن تشخيص العلة – والحديث موجه للملقي- وهي أن حكومة النسور مارست حربا على معنويات الناس بأبشع صورها ...الان يا صديقي نحن نمر بأسوأ معنويات ..وبإرادة متعبة ...صدقني أن المقاتل ينتصر حين تكون معنويته عالية , ويهزم حتى لو كان مدججا بأحدث انواع الاسلحة ...حين تكون معنوياته مهزوزة ... إن رصيد الأردني من الحياة هو الإرادة والكرامة , وما يمارس الان من قبل تلك الحكومة هو إعتداء سافر على الإرادة ... دولة الرئيس ...دعني أخاطبك الان بشكل يستكمل ذاك الحديث الذي خضناه في العقبة , وأنا لا أجرؤ على نصحك ذاك أنك الأكبر قدرا وعمرا ولكني أجرؤ أن أكتب لك فتاريخي في الصحافة يجيز ذلك لي ... هذه الجمعة توضأ في منزلك , وانزل لأداء الصلاة في المسجد الحسيني ..فهناك لايوجد كاميرا للتلفزيون تبث الصلاة , ولا كاميرات للصحفيين قلوب الناس هي التي ستصورك وعيونهم فقط ...هناك الأردن الحقيقي الذي ستدير إقتصاده ومصائر الجوعى فيه ...وحين تنهي صلاتك إذهب إلى سوق الجمعة الذي أعدته الأمانة ...بجانب مركز الحسين , اعرف أنك ستجد مئات البسطات من الملابس المستعملة والتي تسمى (باله) ...وستلمح أما في منتصف الثلاثين تفاصل بائعا على قميص لإبنها ...وستستغرب ربما لأن المبلغ الذي تفاصل عليه هو (35) قرشا ...وفي زاوية السوق , ستجد بائعا فتح علبتان من السردين ..فقد أمضى ليلته الماضية , في تحميل البضاعة ..ونسي جوع بطنه , شاركه لقمة الخبز ..حتى تعرف طعم الوجع حين يمتزج مع السردين ... وهناك أيضا , سيشتكي لك البعض من أن سوق الجمعة , فقط يومين وسيطالبون بتمديده , قل لهم ولو على سبيل جبر الخاطر أنك ستخاطب الأمانة في هذا الشأن ... قم بجولة في السوق , سترى شادي ..هل تعرف من هو شادي ؟ هو طفل في الصف الخامس ...يحمل مكوى , ومعه بابور ..ويقوم بما يسمونه في السوق (تحماية المكوى) وكوي الملابس المعلقة , وستستغرب أن هذا الطفل يؤدي عمله بشكل متقن , يتقاضى عن كل صف من الملابس دينارا واحد ...وستسأل شادي عن مدرسته , سيخبرك أنه طالب في مدرسة تقبع بمنطقة نائية في عمان الشرقية , وأنه يأتي للعمل ...كل جمعة من اجل مساعدة العائلة ..لا تحزن ولا تطلب من وزارة التنمية مساعدة عائلة شادي ..فالأردن كله اصبح مثل شادي ..فقط تعرف على حجم البؤس الذي إستولى حتى على قلوب أطفالنا ... ثمة محل اسفل السوق , لا اذكر إسمه , ولكنه يبيع الفول والفلافل والحمص تناول الغداء هناك مع الناس , وفيه رجل ستيني إسمه ابو محمود ..دعه يروي لك ...حجم ديونه , تخيل حتى الفلافل تباع لدينا بالدين ...وابو محمود طيب يطعم كل واحد ويسجل على دفتره , وقد تذمر لي من التحصيل فالمنطقة ...لم تعد مثل زمان ..والزبائن هم عمال وطن , وبعض البائعين على بسطات (الباله) ...يتأخرون في السداد ولكنهم في النهاية يدفعون .. صدقني دولة الرئيس التحدي ليس إقتصاديا فقط , وليس إجتماعيا ..هو تحدي بناء المعنويات وإعادة الثقة بالبلد ..فهل تستطيع فعل ذلك ...؟ سننتظرك يوم الجمعة في الحسيني كي تصلي معنا وفي الصف الرابع ...فهل ستقوى على إعادة ولو جزء من بناء الإرادة والمعنوية ...فقد قتلوا فينا الأمل قتلوا فينا الحلم ..قتلوا فينا النبض ...لهذا حتى طعم الكلام في فمي اصبح مرا وها أنا أكمل ما بدأت الحديث فيه لك حين كنت رئيسا لمفوضية العقبة.
عمان جو - عبدالهادي راجي المجالي قبل ثلاثة اشهر بالتمام والكمال مررت عليه , في العقبة ...كانت الساعة (11) صباحا وتأخرت نصف ساعة عن الموعد لأني لم أجد مكانا لسيارتي ..وكانت تلك المرة الأولى التي أزور فيها مفوضية العقبة ...المهم دخلت وجلسنا واشعلت سيجارتي ...وهو لم يتحدث وإنما كان يجرني للحديث ...وبدأ سؤاله على النحو التالي :- كيف شايف الوضع ؟ قلت له :- أنت تحب التاريخ ومسكون به ..دعني اقول لك شيئا , أو سرا عن الدولة الأردنية ..وانا لا أمارس التنظير أو المعرفة ..إنما هو قلب الصحفي حين يبوح بالوجع ..يكون صادقا ذاك أن القلب حين يحترف الفصحى ووجع الناس لا يضع حاجزا .. أتدري (ابو فوزي) ..أننا من عام (48) وحتى عام (67) خضنا ما يقارب (63) معركة مع إسرائيل خسرنا بعضها وانتصرنا في بعضها ...كانت موازنة الدولة الأردنية وقتها أقل من ميزانية سلاح الطيران الإسرائيلي ...ومع ذلك لم ننكسر , وبقيت الدولة ..أتدري أين يكمن السر أنه يكمن في أن الدولة لم تكن تركز وقتها على التنمية , أو الإقتصاد بقدر ما استثمرت في بناء إرادة الأردني ومعنوياته ..ونجح إستثمارها ..حتى في العام (67) حين إحتلت إسرائيل نصف الدولة الأردنية , أعادت الحكومات وقتها إنتاج الإرادة وركزت على رفع المعنويات ...وفي العام (70) حين احتلت شوارع عمان لم يكن وصفي التل زعيما بقدر ما كان تعبيرا وصورة لمعنويات الناس وإرادتهم ...حتى العام 91 حين اغلقت الحدود وقاطعنا العرب ...إستثمر الراحل الحسين في معنويات الناس وحين أرتفعت تلك المعنويات إنتصرنا على ظرف إقتصادي كان من اخطر ما مر علينا... الأردني حين تشن حربا عليه , أو يواجه عدوا تنتصر معنوياته ..ولكن مشكلتنا الحالية أننا عاجزون عن تشخيص العلة – والحديث موجه للملقي- وهي أن حكومة النسور مارست حربا على معنويات الناس بأبشع صورها ...الان يا صديقي نحن نمر بأسوأ معنويات ..وبإرادة متعبة ...صدقني أن المقاتل ينتصر حين تكون معنويته عالية , ويهزم حتى لو كان مدججا بأحدث انواع الاسلحة ...حين تكون معنوياته مهزوزة ... إن رصيد الأردني من الحياة هو الإرادة والكرامة , وما يمارس الان من قبل تلك الحكومة هو إعتداء سافر على الإرادة ... دولة الرئيس ...دعني أخاطبك الان بشكل يستكمل ذاك الحديث الذي خضناه في العقبة , وأنا لا أجرؤ على نصحك ذاك أنك الأكبر قدرا وعمرا ولكني أجرؤ أن أكتب لك فتاريخي في الصحافة يجيز ذلك لي ... هذه الجمعة توضأ في منزلك , وانزل لأداء الصلاة في المسجد الحسيني ..فهناك لايوجد كاميرا للتلفزيون تبث الصلاة , ولا كاميرات للصحفيين قلوب الناس هي التي ستصورك وعيونهم فقط ...هناك الأردن الحقيقي الذي ستدير إقتصاده ومصائر الجوعى فيه ...وحين تنهي صلاتك إذهب إلى سوق الجمعة الذي أعدته الأمانة ...بجانب مركز الحسين , اعرف أنك ستجد مئات البسطات من الملابس المستعملة والتي تسمى (باله) ...وستلمح أما في منتصف الثلاثين تفاصل بائعا على قميص لإبنها ...وستستغرب ربما لأن المبلغ الذي تفاصل عليه هو (35) قرشا ...وفي زاوية السوق , ستجد بائعا فتح علبتان من السردين ..فقد أمضى ليلته الماضية , في تحميل البضاعة ..ونسي جوع بطنه , شاركه لقمة الخبز ..حتى تعرف طعم الوجع حين يمتزج مع السردين ... وهناك أيضا , سيشتكي لك البعض من أن سوق الجمعة , فقط يومين وسيطالبون بتمديده , قل لهم ولو على سبيل جبر الخاطر أنك ستخاطب الأمانة في هذا الشأن ... قم بجولة في السوق , سترى شادي ..هل تعرف من هو شادي ؟ هو طفل في الصف الخامس ...يحمل مكوى , ومعه بابور ..ويقوم بما يسمونه في السوق (تحماية المكوى) وكوي الملابس المعلقة , وستستغرب أن هذا الطفل يؤدي عمله بشكل متقن , يتقاضى عن كل صف من الملابس دينارا واحد ...وستسأل شادي عن مدرسته , سيخبرك أنه طالب في مدرسة تقبع بمنطقة نائية في عمان الشرقية , وأنه يأتي للعمل ...كل جمعة من اجل مساعدة العائلة ..لا تحزن ولا تطلب من وزارة التنمية مساعدة عائلة شادي ..فالأردن كله اصبح مثل شادي ..فقط تعرف على حجم البؤس الذي إستولى حتى على قلوب أطفالنا ... ثمة محل اسفل السوق , لا اذكر إسمه , ولكنه يبيع الفول والفلافل والحمص تناول الغداء هناك مع الناس , وفيه رجل ستيني إسمه ابو محمود ..دعه يروي لك ...حجم ديونه , تخيل حتى الفلافل تباع لدينا بالدين ...وابو محمود طيب يطعم كل واحد ويسجل على دفتره , وقد تذمر لي من التحصيل فالمنطقة ...لم تعد مثل زمان ..والزبائن هم عمال وطن , وبعض البائعين على بسطات (الباله) ...يتأخرون في السداد ولكنهم في النهاية يدفعون .. صدقني دولة الرئيس التحدي ليس إقتصاديا فقط , وليس إجتماعيا ..هو تحدي بناء المعنويات وإعادة الثقة بالبلد ..فهل تستطيع فعل ذلك ...؟ سننتظرك يوم الجمعة في الحسيني كي تصلي معنا وفي الصف الرابع ...فهل ستقوى على إعادة ولو جزء من بناء الإرادة والمعنوية ...فقد قتلوا فينا الأمل قتلوا فينا الحلم ..قتلوا فينا النبض ...لهذا حتى طعم الكلام في فمي اصبح مرا وها أنا أكمل ما بدأت الحديث فيه لك حين كنت رئيسا لمفوضية العقبة.
التعليقات