عمان جو _ انتقلت برامج المغامرات والمقالب من مستوى الدعابة والضحك إلى مستوى الخطورة والفجاجة والاستهتار، فبعد أن كان الأمر مقصوراً على مجرد اختبار القدرات الفردية وقياس درجة الإحتمال والوعي والذكاء والفطنة باتت اللعبة أكثر تعقيداً، إذ شجع السكوت والتغاضي والرضا بصناعة الصورة الكاريكاتورية بعض مقدمي هذه النوعية من البرامج على التمادي في الهذيان واستسهال الإهانة وإهدار الكرامة بزعم الفكاهة، حيث صار وضع النجم أو النجمة موضع الخطر وترقب رد الفعل مترجماً آيات الخوف والفزع شيئاً عادياً لا يحرك ساكناً للفهلوي خفيف الظل مقدم البرنامج ذي القلب الفولاذي.
لقد تحولت السخرية من فن نقدي مهمته التقويم والتصحيح إلى أداة تقريع وتوبيخ وتطاول وأغرت الحالة الكوميدية الهزلية البعض بتحويل الإنسان إلى مسخه، بل تجاوزت حدود التهكم إلى ما هو أشد ضراوة بتطوير أدوات اللعب والمخاطرة إلى حدود ما قبل الموت بخطوة واحدة، فما زلنا نرى العجب العجاب في برنامج رامز جلال، الذي يدخل المغامرة مراهناً ليس على شجاعته هو وإنما على حياة بطل الحلقة، الذي يقوده حظه العاثر في طريقة فيصبح الهدف والغاية وتُكرس كل الوسائل لترويعه وكسر عزيمته وإهانته في أحيان كثيرة كأن ثأراً مؤجلاً بينه وبين الضيف أو الضيفة وهي مسألة إن دلت على شيء فإنما تدل على حُلم بالنجومية قد تبدد لدى صاحب هذه الغواية، غواية التعذيب فتكونت بداخله عقدة الانتقام من كل شخص ناجح حقق ما لم يستطع هو تحقيقه.. ليس ثمة تفسير منطقي آخر لما يحدث في حق النجوم والنجمات غير ذلك التفسير النفسي الدال على العقدة وموطن المرض.
بدأت برامج المقالب وهي نوعية تظهر في شهر رمضان فقط ببرنامج الكاميرا الخفية، الذي قدمه أكثر من شخص، ولكنه ارتبط أكثر بالفنان إبراهيم نصر لتقديمه إياه سنوات طويلة، وعلى أثر الصدى الذي أحدثه جاءت تجارب أخرى حذت الحذو نفسه، ولكنها فشلت في الاستمرار لدواع إنتاجية فعائد الإعلانات لم يكف لتغطية التكلفة ومن ثم توقفت وكادت تختفي لولا ظهور رامز جلال، الذي عاد ليجددها بأسلوب أكثر جرأة واحترافية ومع النجاح والذيوع والانتشار انحرف البرنامج عن المسار المحدد وتحول من مادة فكاهية إلى مهمة انتحارية يقوم بها ضيف الحلقة المسكين المغرر به، وقد أخذت المقالب أشكالاً وصوراً مختلفة وفي كل مرة يكون الضحية هو الضيف أيضاً.
ومرت المواسم تلو الأخرى ورامز مستمر في تجاوزاته وأخطاره وبمنأى عن أي رقابه أو حتى توعية، يفعل ما يشاء ويمارس هواية الرعب ويلعب دور القوي المغامر الشجاع، بينما يقع الضحايا في فخ الجبن والهلع والخوف باستمراء اللعب على الغرائز الطبيعية للبشر ورصد ردود الأفعال والاستمتاع بالصورة الكاريكاتورية التي أشرنا اليها سلفاً، حيث تؤدي نتائج الخوف إلى تخلي الضيف عن لياقته في الحديث والانضباط السلوكي ويظهر كإنسان عادي مجبول على الخوف والرهبة وإن أبدى عكس ذلك لفترة طويلة أو قصيرة لكنه أمام تصاعد موجات الخطر يشعر بالتهديد فيتغير سلوكه التحفظي وهنا يكون المكمن، إذ يدخل الشرك الذي نصبه رامز وأصحابه من دون اعتبار لأي احتمال قد يعرض حياته للخطر، المهم أن تخرج الحلقة بالمستوى المطلوب ويظهر هو بمظهر «السوبر مان».
آخر المطاف هذا العام للممثل، الذي لم نره في أي من الأعمال الدرامية ويكتفي فقط بتقديم عدوانه السنوي عبر حلقاته الهزلية يتجلى في ما يُطلق عليه اللعب بالنار باعتبار أنه البطل المغوار، حيث يأتي العنوان مقروناً باسمه على هذا النحو «رامز بيلعب بالنار» للإيهام بالشجاعة المفرطة والقدرة الخارقة على المغامرة في محاولة رخيصة لتسويق الحلقات على حساب الشخصيات التي تتم استضافتها من دون أن تكون لديها فكرة مسبقة بحقيقة الموضوع وطبيعة البرنامج فهي تقبل الاستضافة على ضوء ما تحيط به من معلومات ناقصة حول الفكرة والموضوع والهدف وموقع التصوير، بينما تأتي الحقيقة على عكس التصور.
هكذا يتم الإيقاع بالنجوم والنجمات وفي كل مرة يكون رامز بعيداً تماماً عن الصورة، أي أن الاتفاق يأخذ شكلاً مختلفاً وهي المفاجأة التي يُبنى على أساسها البرنامج وحين يبدأ التصوير يكون الضيف قد أصبح جزءاً من المخاطرة ولا مناص من المواجهة ويتعين عليه شاء أو أبى الوقوف في وجه النيران والحرائق والتعامل مع كل ما هو متوقع من الكوارث حتى وإن كانت العاقبة هي الموت.. المهم أن ينجح البرنامج وتحصد شركة الإنتاج الملايين ويظل رامز حياً.. يلهو ويلعب ويمرح!
عمان جو _ انتقلت برامج المغامرات والمقالب من مستوى الدعابة والضحك إلى مستوى الخطورة والفجاجة والاستهتار، فبعد أن كان الأمر مقصوراً على مجرد اختبار القدرات الفردية وقياس درجة الإحتمال والوعي والذكاء والفطنة باتت اللعبة أكثر تعقيداً، إذ شجع السكوت والتغاضي والرضا بصناعة الصورة الكاريكاتورية بعض مقدمي هذه النوعية من البرامج على التمادي في الهذيان واستسهال الإهانة وإهدار الكرامة بزعم الفكاهة، حيث صار وضع النجم أو النجمة موضع الخطر وترقب رد الفعل مترجماً آيات الخوف والفزع شيئاً عادياً لا يحرك ساكناً للفهلوي خفيف الظل مقدم البرنامج ذي القلب الفولاذي.
لقد تحولت السخرية من فن نقدي مهمته التقويم والتصحيح إلى أداة تقريع وتوبيخ وتطاول وأغرت الحالة الكوميدية الهزلية البعض بتحويل الإنسان إلى مسخه، بل تجاوزت حدود التهكم إلى ما هو أشد ضراوة بتطوير أدوات اللعب والمخاطرة إلى حدود ما قبل الموت بخطوة واحدة، فما زلنا نرى العجب العجاب في برنامج رامز جلال، الذي يدخل المغامرة مراهناً ليس على شجاعته هو وإنما على حياة بطل الحلقة، الذي يقوده حظه العاثر في طريقة فيصبح الهدف والغاية وتُكرس كل الوسائل لترويعه وكسر عزيمته وإهانته في أحيان كثيرة كأن ثأراً مؤجلاً بينه وبين الضيف أو الضيفة وهي مسألة إن دلت على شيء فإنما تدل على حُلم بالنجومية قد تبدد لدى صاحب هذه الغواية، غواية التعذيب فتكونت بداخله عقدة الانتقام من كل شخص ناجح حقق ما لم يستطع هو تحقيقه.. ليس ثمة تفسير منطقي آخر لما يحدث في حق النجوم والنجمات غير ذلك التفسير النفسي الدال على العقدة وموطن المرض.
بدأت برامج المقالب وهي نوعية تظهر في شهر رمضان فقط ببرنامج الكاميرا الخفية، الذي قدمه أكثر من شخص، ولكنه ارتبط أكثر بالفنان إبراهيم نصر لتقديمه إياه سنوات طويلة، وعلى أثر الصدى الذي أحدثه جاءت تجارب أخرى حذت الحذو نفسه، ولكنها فشلت في الاستمرار لدواع إنتاجية فعائد الإعلانات لم يكف لتغطية التكلفة ومن ثم توقفت وكادت تختفي لولا ظهور رامز جلال، الذي عاد ليجددها بأسلوب أكثر جرأة واحترافية ومع النجاح والذيوع والانتشار انحرف البرنامج عن المسار المحدد وتحول من مادة فكاهية إلى مهمة انتحارية يقوم بها ضيف الحلقة المسكين المغرر به، وقد أخذت المقالب أشكالاً وصوراً مختلفة وفي كل مرة يكون الضحية هو الضيف أيضاً.
ومرت المواسم تلو الأخرى ورامز مستمر في تجاوزاته وأخطاره وبمنأى عن أي رقابه أو حتى توعية، يفعل ما يشاء ويمارس هواية الرعب ويلعب دور القوي المغامر الشجاع، بينما يقع الضحايا في فخ الجبن والهلع والخوف باستمراء اللعب على الغرائز الطبيعية للبشر ورصد ردود الأفعال والاستمتاع بالصورة الكاريكاتورية التي أشرنا اليها سلفاً، حيث تؤدي نتائج الخوف إلى تخلي الضيف عن لياقته في الحديث والانضباط السلوكي ويظهر كإنسان عادي مجبول على الخوف والرهبة وإن أبدى عكس ذلك لفترة طويلة أو قصيرة لكنه أمام تصاعد موجات الخطر يشعر بالتهديد فيتغير سلوكه التحفظي وهنا يكون المكمن، إذ يدخل الشرك الذي نصبه رامز وأصحابه من دون اعتبار لأي احتمال قد يعرض حياته للخطر، المهم أن تخرج الحلقة بالمستوى المطلوب ويظهر هو بمظهر «السوبر مان».
آخر المطاف هذا العام للممثل، الذي لم نره في أي من الأعمال الدرامية ويكتفي فقط بتقديم عدوانه السنوي عبر حلقاته الهزلية يتجلى في ما يُطلق عليه اللعب بالنار باعتبار أنه البطل المغوار، حيث يأتي العنوان مقروناً باسمه على هذا النحو «رامز بيلعب بالنار» للإيهام بالشجاعة المفرطة والقدرة الخارقة على المغامرة في محاولة رخيصة لتسويق الحلقات على حساب الشخصيات التي تتم استضافتها من دون أن تكون لديها فكرة مسبقة بحقيقة الموضوع وطبيعة البرنامج فهي تقبل الاستضافة على ضوء ما تحيط به من معلومات ناقصة حول الفكرة والموضوع والهدف وموقع التصوير، بينما تأتي الحقيقة على عكس التصور.
هكذا يتم الإيقاع بالنجوم والنجمات وفي كل مرة يكون رامز بعيداً تماماً عن الصورة، أي أن الاتفاق يأخذ شكلاً مختلفاً وهي المفاجأة التي يُبنى على أساسها البرنامج وحين يبدأ التصوير يكون الضيف قد أصبح جزءاً من المخاطرة ولا مناص من المواجهة ويتعين عليه شاء أو أبى الوقوف في وجه النيران والحرائق والتعامل مع كل ما هو متوقع من الكوارث حتى وإن كانت العاقبة هي الموت.. المهم أن ينجح البرنامج وتحصد شركة الإنتاج الملايين ويظل رامز حياً.. يلهو ويلعب ويمرح!
عمان جو _ انتقلت برامج المغامرات والمقالب من مستوى الدعابة والضحك إلى مستوى الخطورة والفجاجة والاستهتار، فبعد أن كان الأمر مقصوراً على مجرد اختبار القدرات الفردية وقياس درجة الإحتمال والوعي والذكاء والفطنة باتت اللعبة أكثر تعقيداً، إذ شجع السكوت والتغاضي والرضا بصناعة الصورة الكاريكاتورية بعض مقدمي هذه النوعية من البرامج على التمادي في الهذيان واستسهال الإهانة وإهدار الكرامة بزعم الفكاهة، حيث صار وضع النجم أو النجمة موضع الخطر وترقب رد الفعل مترجماً آيات الخوف والفزع شيئاً عادياً لا يحرك ساكناً للفهلوي خفيف الظل مقدم البرنامج ذي القلب الفولاذي.
لقد تحولت السخرية من فن نقدي مهمته التقويم والتصحيح إلى أداة تقريع وتوبيخ وتطاول وأغرت الحالة الكوميدية الهزلية البعض بتحويل الإنسان إلى مسخه، بل تجاوزت حدود التهكم إلى ما هو أشد ضراوة بتطوير أدوات اللعب والمخاطرة إلى حدود ما قبل الموت بخطوة واحدة، فما زلنا نرى العجب العجاب في برنامج رامز جلال، الذي يدخل المغامرة مراهناً ليس على شجاعته هو وإنما على حياة بطل الحلقة، الذي يقوده حظه العاثر في طريقة فيصبح الهدف والغاية وتُكرس كل الوسائل لترويعه وكسر عزيمته وإهانته في أحيان كثيرة كأن ثأراً مؤجلاً بينه وبين الضيف أو الضيفة وهي مسألة إن دلت على شيء فإنما تدل على حُلم بالنجومية قد تبدد لدى صاحب هذه الغواية، غواية التعذيب فتكونت بداخله عقدة الانتقام من كل شخص ناجح حقق ما لم يستطع هو تحقيقه.. ليس ثمة تفسير منطقي آخر لما يحدث في حق النجوم والنجمات غير ذلك التفسير النفسي الدال على العقدة وموطن المرض.
بدأت برامج المقالب وهي نوعية تظهر في شهر رمضان فقط ببرنامج الكاميرا الخفية، الذي قدمه أكثر من شخص، ولكنه ارتبط أكثر بالفنان إبراهيم نصر لتقديمه إياه سنوات طويلة، وعلى أثر الصدى الذي أحدثه جاءت تجارب أخرى حذت الحذو نفسه، ولكنها فشلت في الاستمرار لدواع إنتاجية فعائد الإعلانات لم يكف لتغطية التكلفة ومن ثم توقفت وكادت تختفي لولا ظهور رامز جلال، الذي عاد ليجددها بأسلوب أكثر جرأة واحترافية ومع النجاح والذيوع والانتشار انحرف البرنامج عن المسار المحدد وتحول من مادة فكاهية إلى مهمة انتحارية يقوم بها ضيف الحلقة المسكين المغرر به، وقد أخذت المقالب أشكالاً وصوراً مختلفة وفي كل مرة يكون الضحية هو الضيف أيضاً.
ومرت المواسم تلو الأخرى ورامز مستمر في تجاوزاته وأخطاره وبمنأى عن أي رقابه أو حتى توعية، يفعل ما يشاء ويمارس هواية الرعب ويلعب دور القوي المغامر الشجاع، بينما يقع الضحايا في فخ الجبن والهلع والخوف باستمراء اللعب على الغرائز الطبيعية للبشر ورصد ردود الأفعال والاستمتاع بالصورة الكاريكاتورية التي أشرنا اليها سلفاً، حيث تؤدي نتائج الخوف إلى تخلي الضيف عن لياقته في الحديث والانضباط السلوكي ويظهر كإنسان عادي مجبول على الخوف والرهبة وإن أبدى عكس ذلك لفترة طويلة أو قصيرة لكنه أمام تصاعد موجات الخطر يشعر بالتهديد فيتغير سلوكه التحفظي وهنا يكون المكمن، إذ يدخل الشرك الذي نصبه رامز وأصحابه من دون اعتبار لأي احتمال قد يعرض حياته للخطر، المهم أن تخرج الحلقة بالمستوى المطلوب ويظهر هو بمظهر «السوبر مان».
آخر المطاف هذا العام للممثل، الذي لم نره في أي من الأعمال الدرامية ويكتفي فقط بتقديم عدوانه السنوي عبر حلقاته الهزلية يتجلى في ما يُطلق عليه اللعب بالنار باعتبار أنه البطل المغوار، حيث يأتي العنوان مقروناً باسمه على هذا النحو «رامز بيلعب بالنار» للإيهام بالشجاعة المفرطة والقدرة الخارقة على المغامرة في محاولة رخيصة لتسويق الحلقات على حساب الشخصيات التي تتم استضافتها من دون أن تكون لديها فكرة مسبقة بحقيقة الموضوع وطبيعة البرنامج فهي تقبل الاستضافة على ضوء ما تحيط به من معلومات ناقصة حول الفكرة والموضوع والهدف وموقع التصوير، بينما تأتي الحقيقة على عكس التصور.
هكذا يتم الإيقاع بالنجوم والنجمات وفي كل مرة يكون رامز بعيداً تماماً عن الصورة، أي أن الاتفاق يأخذ شكلاً مختلفاً وهي المفاجأة التي يُبنى على أساسها البرنامج وحين يبدأ التصوير يكون الضيف قد أصبح جزءاً من المخاطرة ولا مناص من المواجهة ويتعين عليه شاء أو أبى الوقوف في وجه النيران والحرائق والتعامل مع كل ما هو متوقع من الكوارث حتى وإن كانت العاقبة هي الموت.. المهم أن ينجح البرنامج وتحصد شركة الإنتاج الملايين ويظل رامز حياً.. يلهو ويلعب ويمرح!
التعليقات