أحمد حسن الزعبي لا أعتقد أن أحداً منا قد نسي الخامس من تشرين الثاني – نوفمبر- العام الماضي عندما غرقت عمان بمياه الأمطار التي استمرت نصف ساعة فقط ، فطافت الشوارع ، وعامت الأنفاق، و غُمرت السيارات، وجُرفت الحاويات، بطريقها وأصبح شارع وادي صقره عبارة عن نيلٍ جديد ... ولا اعتقد أيضا أن أحداً منّا قد نسي عبارة «عمان تغرق» التي شاعت في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا حتى ردّ أمانة عمان العلمي الذي قال وقتها أن حبة المطر أكبر بكثير من «منخل» التصريف..حيث أصبح المطر «ممنوعاً» من الصرف وقتها في معجم لغويات المسؤولين..
الآن وبعد ثمانية شهور من الغرق ، صرنا نعاني من العطش ، محافظات الشمال كاملة تعاني من نقص حاد في التوزيع وانقطاع متكرر للمياه ..منذ بدء الصيف وأزمة مياه الشرب تتفاقم دون أن يتقدّم أحد بحلول عملية وعلمية وجذرية لإنهاء معاناة الناس..قبل شهر ونصف احتفلنا بمئوية النهضة بابتهاج وفخر ،لكن لم نسأل أنفسنا وقت الاحتفال هذا استطعنا بهذه المئوية ان نحل مشكلة ملحّة مثل مشكلة المياه..منذ مئة عام - وبرغم الحكومات المتعددة والعقول المناوبة على وزارة المياه - لم ننجح بعد بتطبيق الفكرة السهلة القائمة على تجميع مياه الشتاء لاستخدامها في أزمة الصيف، ملايين من الأمتار المكعبة تضيع هدراً في الشوارع والوديان كل شتاء دون ان تجد من «يلمّها» أو «يسهل» طريقها فقط لغياب التخطيط وضعف الإدارة...وفي كل عام نذكّر أن جغرافيتنا لن تتغيّر، فلا نتوقّع أن يتفضل الاتحاد الأوروبي ويهدينا نهرا جارياً مثلاً..كما لا نتخيل أن يحرد نهر دجلة بسبب سوء الأوضاع الأمنية هناك ويقرر أن يستقر في بني كنانة..السكان بازدياد ومصادر المياه بتناقص والجدية في التعامل مع واقع مرير في تبخّر..
من جهة أخرى لا أستطيع ان أتخيل أن رجلاً عاقلاً يعاني الجوع الشديد وبالكاد يملك ثمن « ربطة خبز» ،يتوجه إلى نوفتيه ليشتري بكل ما يملك «ربطة عنق».. كم من القروض راكمت الحكومه على نفسها من اجل الباص السريع؟؟ كم منحة وصلت للبلاد بحجة الباص السريع؟؟..كم مليوناً وصل الخزينة تحت على شكل قرض او هبة للمفاعل النووي ..أيهما أكثر إلحاحا ومساساً بحياة الناس «باص الجن المصروع» أم تأمين مياه شربهم...لم لا تذهب هذه الأموال في بناء سدود جديدة في أماكن جديدة وصيانة مضخات الآبار المتهالكة...كم مليوناً وصل إلى الخزينة تحت اسم جر مياه الديسي للشمال..لماذا اكتفيتم بعمان فقط؟؟ بينما الشمال والجنوب «شمّ ولا تذوق»..الى متى سنبقى أرضنا حمالة العطش..تمر المواسير فوقها ولا تذوقها...
طبعاً الجواب..غطيني يا كرمة العلي
أحمد حسن الزعبي لا أعتقد أن أحداً منا قد نسي الخامس من تشرين الثاني – نوفمبر- العام الماضي عندما غرقت عمان بمياه الأمطار التي استمرت نصف ساعة فقط ، فطافت الشوارع ، وعامت الأنفاق، و غُمرت السيارات، وجُرفت الحاويات، بطريقها وأصبح شارع وادي صقره عبارة عن نيلٍ جديد ... ولا اعتقد أيضا أن أحداً منّا قد نسي عبارة «عمان تغرق» التي شاعت في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا حتى ردّ أمانة عمان العلمي الذي قال وقتها أن حبة المطر أكبر بكثير من «منخل» التصريف..حيث أصبح المطر «ممنوعاً» من الصرف وقتها في معجم لغويات المسؤولين..
الآن وبعد ثمانية شهور من الغرق ، صرنا نعاني من العطش ، محافظات الشمال كاملة تعاني من نقص حاد في التوزيع وانقطاع متكرر للمياه ..منذ بدء الصيف وأزمة مياه الشرب تتفاقم دون أن يتقدّم أحد بحلول عملية وعلمية وجذرية لإنهاء معاناة الناس..قبل شهر ونصف احتفلنا بمئوية النهضة بابتهاج وفخر ،لكن لم نسأل أنفسنا وقت الاحتفال هذا استطعنا بهذه المئوية ان نحل مشكلة ملحّة مثل مشكلة المياه..منذ مئة عام - وبرغم الحكومات المتعددة والعقول المناوبة على وزارة المياه - لم ننجح بعد بتطبيق الفكرة السهلة القائمة على تجميع مياه الشتاء لاستخدامها في أزمة الصيف، ملايين من الأمتار المكعبة تضيع هدراً في الشوارع والوديان كل شتاء دون ان تجد من «يلمّها» أو «يسهل» طريقها فقط لغياب التخطيط وضعف الإدارة...وفي كل عام نذكّر أن جغرافيتنا لن تتغيّر، فلا نتوقّع أن يتفضل الاتحاد الأوروبي ويهدينا نهرا جارياً مثلاً..كما لا نتخيل أن يحرد نهر دجلة بسبب سوء الأوضاع الأمنية هناك ويقرر أن يستقر في بني كنانة..السكان بازدياد ومصادر المياه بتناقص والجدية في التعامل مع واقع مرير في تبخّر..
من جهة أخرى لا أستطيع ان أتخيل أن رجلاً عاقلاً يعاني الجوع الشديد وبالكاد يملك ثمن « ربطة خبز» ،يتوجه إلى نوفتيه ليشتري بكل ما يملك «ربطة عنق».. كم من القروض راكمت الحكومه على نفسها من اجل الباص السريع؟؟ كم منحة وصلت للبلاد بحجة الباص السريع؟؟..كم مليوناً وصل الخزينة تحت على شكل قرض او هبة للمفاعل النووي ..أيهما أكثر إلحاحا ومساساً بحياة الناس «باص الجن المصروع» أم تأمين مياه شربهم...لم لا تذهب هذه الأموال في بناء سدود جديدة في أماكن جديدة وصيانة مضخات الآبار المتهالكة...كم مليوناً وصل إلى الخزينة تحت اسم جر مياه الديسي للشمال..لماذا اكتفيتم بعمان فقط؟؟ بينما الشمال والجنوب «شمّ ولا تذوق»..الى متى سنبقى أرضنا حمالة العطش..تمر المواسير فوقها ولا تذوقها...
طبعاً الجواب..غطيني يا كرمة العلي
أحمد حسن الزعبي لا أعتقد أن أحداً منا قد نسي الخامس من تشرين الثاني – نوفمبر- العام الماضي عندما غرقت عمان بمياه الأمطار التي استمرت نصف ساعة فقط ، فطافت الشوارع ، وعامت الأنفاق، و غُمرت السيارات، وجُرفت الحاويات، بطريقها وأصبح شارع وادي صقره عبارة عن نيلٍ جديد ... ولا اعتقد أيضا أن أحداً منّا قد نسي عبارة «عمان تغرق» التي شاعت في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا حتى ردّ أمانة عمان العلمي الذي قال وقتها أن حبة المطر أكبر بكثير من «منخل» التصريف..حيث أصبح المطر «ممنوعاً» من الصرف وقتها في معجم لغويات المسؤولين..
الآن وبعد ثمانية شهور من الغرق ، صرنا نعاني من العطش ، محافظات الشمال كاملة تعاني من نقص حاد في التوزيع وانقطاع متكرر للمياه ..منذ بدء الصيف وأزمة مياه الشرب تتفاقم دون أن يتقدّم أحد بحلول عملية وعلمية وجذرية لإنهاء معاناة الناس..قبل شهر ونصف احتفلنا بمئوية النهضة بابتهاج وفخر ،لكن لم نسأل أنفسنا وقت الاحتفال هذا استطعنا بهذه المئوية ان نحل مشكلة ملحّة مثل مشكلة المياه..منذ مئة عام - وبرغم الحكومات المتعددة والعقول المناوبة على وزارة المياه - لم ننجح بعد بتطبيق الفكرة السهلة القائمة على تجميع مياه الشتاء لاستخدامها في أزمة الصيف، ملايين من الأمتار المكعبة تضيع هدراً في الشوارع والوديان كل شتاء دون ان تجد من «يلمّها» أو «يسهل» طريقها فقط لغياب التخطيط وضعف الإدارة...وفي كل عام نذكّر أن جغرافيتنا لن تتغيّر، فلا نتوقّع أن يتفضل الاتحاد الأوروبي ويهدينا نهرا جارياً مثلاً..كما لا نتخيل أن يحرد نهر دجلة بسبب سوء الأوضاع الأمنية هناك ويقرر أن يستقر في بني كنانة..السكان بازدياد ومصادر المياه بتناقص والجدية في التعامل مع واقع مرير في تبخّر..
من جهة أخرى لا أستطيع ان أتخيل أن رجلاً عاقلاً يعاني الجوع الشديد وبالكاد يملك ثمن « ربطة خبز» ،يتوجه إلى نوفتيه ليشتري بكل ما يملك «ربطة عنق».. كم من القروض راكمت الحكومه على نفسها من اجل الباص السريع؟؟ كم منحة وصلت للبلاد بحجة الباص السريع؟؟..كم مليوناً وصل الخزينة تحت على شكل قرض او هبة للمفاعل النووي ..أيهما أكثر إلحاحا ومساساً بحياة الناس «باص الجن المصروع» أم تأمين مياه شربهم...لم لا تذهب هذه الأموال في بناء سدود جديدة في أماكن جديدة وصيانة مضخات الآبار المتهالكة...كم مليوناً وصل إلى الخزينة تحت اسم جر مياه الديسي للشمال..لماذا اكتفيتم بعمان فقط؟؟ بينما الشمال والجنوب «شمّ ولا تذوق»..الى متى سنبقى أرضنا حمالة العطش..تمر المواسير فوقها ولا تذوقها...
التعليقات